|
ترجمة ويمكنها بذلك بلوغ المدن الإسرائيلية الكبرى ، فيما انشغلت الصحافة الإسرائيلية بهذا الموضوع ، إذ رأت بعض تحليلاتها ان امتلاك حزب الله لهذا النوع من الصواريخ يعد إخلالا بالموازين العسكرية في الشرق الاوسط الصواريخ المعطلة واعتبرت تحليلات أخرى بأن التعامل مع مثل هذه القضية «قضية الصواريخ»بات يشكل معضلة كبيرة لإسرائيل وجيشها ، وقال يفتاح شابير مدير مشروع «الميزان العسكري في الشرق الاوسط لصحيفة معاريف :» «إن سورية تملك ثلاثة أنواع من «سكود»، وهي B - C- D، سكود B من صناعة سوفييتية يصل مداها الى 300 كيلومتر وC من تطوير سوري وكوري شمالي ويصل مداها إلى 500 كيلومتر، وD يصل مداها إلى 700 كيلومتر، وتم تجريبه مرتين من دون تحديد إن كان عملياً أم قيد التطوير». وأضاف ان «هدف سورية من تزويد حزب الله بأسلحة متطورة، بعث رسالة بأن بحوزتها أسلحة بمقدورها معاقبة اسرائيل إن تجرأت على مهاجمتها». و تطرق وزير الحرب الإسرائيلي باراك الى نفس الموضوع. قائلا «ان إدخال منظومات صواريخ تخرق التوازن يشكل خطرا على الاستقرار والهدوء» وأن «تعاظم القوة في لبنان هو خرق سافر لقرارات مجلس الأمن الدولي». وأضاف باراك أنه «ليس لدينا نوايا هجومية تجاه لبنان وننصح الجميع بالحفاظ على الهدوء». من جهة أخرى ، نسبت صحيفة يديعوت أحرونوت، إلى مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن سلاح الجو الإسرائيلي أعد قبل عدة أسابيع خطة خاصة لمهاجمة أهداف في لبنان، بادعاء تمرير سورية أسلحة لحزب الله، لكن إسرائيل تراجعت عن المخططات. وأضاف المسؤولون أن إسرائيل تتخوف من تمرير سورية سلاحاً كيماوياً إلى الحزب. «. وقال المسؤولون الإسرائيليون إن بحوزة سورية رؤوسا متفجرة كيماوية لصواريخ «سكود» لكن ليس واضحا في هذه المرحلة ما إذا تم تمريرها أيضا إلى حزب الله. كما أنه ليس واضحا لإسرائيل بعد ما إذا كان حزب الله مهتماً بالحصول على سلاح غير تقليدي كهذا. نائب وزير الحرب الإسرائيلي، متان فيلنائي، قال في معرض تعليقه على الموضوع نفسه :» إن حزب الله يتسلح بالصواريخ بقدر استطاعته لكنه لن يسارع لمهاجمة إسرائيل في أعقاب ما حدث في حرب لبنان الثانية. وقال فيلنائي لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن «وعيهم (في حزب الله) ليس أقل أهمية من التسلح المتوفر لديهم، إذ إنهم تلقوا ضربة ليست بسيطة في وعيهم وأصبحوا يدركون بشكل أفضل ما هو ممكن وما ليس ممكنا». وقال الجنرال يوسي بايدتس رئيس قسم البحوث في المخابرات العسكرية الإسرائيلية أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع التابعة للكنيست الإسرائيلي قائلا بأن سورية قد زودت حزب الله بنظام إيغلا-أس المضاد للطائرات بدون طيار والطائرات الهيلوكبتر الإسرائيلية إضافة إلى الطائرات الحربية التي تطير بارتفاع منخفض فوق الأجواء اللبنانية لجمع المعلومات الاستخبارية. من جانبه قال اللواء في الاحتياط رام دور لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن وجود صواريخ سكود بحوزة حزب الله يشكل «تغيرا كبيرا جدا». وأضاف إن إسرائيل تعرف كيف تحافظ على قدراتها الهجومية في حال أصبح بحوزة حزب الله صواريخ مضادة للطائرات ،واعتبر أنه في هذه الحالة «ستكون هناك حاجة للهجوم فورا». دعاية..هدفها تحويل الأنظار في سياق متصل، قالت مصادر إعلامية غربية إن الحملة الممنهجة والمحمومة التي أطلقتها وسائل إعلام إسرائيلية وساق فيها بيريز مزاعم «تهريب صواريخ سكود من سورية إلى حزب اللـه» هي مجرد دعاية مكشوفة تهدف تحويل الأنظار عن ترسانتها النووية. أضافت ، ان الحملة تهدف أيضا إلى التشويش على موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي كشف في قمة الأمن النووي التي استضافتها واشنطن حقيقة أن السلاح النووي الإسرائيلي يشكل الخطر الأكبر على السلام في المنطقة، ويحظى بغطاء دولي وأميركي بشكل خاص.وتابعت المصادر إن وسائل الإعلام الإسرائيلية «قامت بفبركة الموضوع من أجل التغطية على ترسانتها النووية وإرهاب الدولة الذي تمارسه ليل نهار بحق الشعب الفلسطيني، في وقت تحظى فيه بغطاء دولي بسبب المواقف الغربية المحابية، مضيفة إن إسرائيل «تتصرف بمثل هذه السياسات نتيجة الدعم الذي تتلقاه من الغرب عموماً، والولايات المتحدة خصوصا. مسألة ثمن وتناولت تحليلات الصحف الاسرائيلية هذا الموضوع من زوايا مختلفة لكنها أجمعت على ان أي مواجهة مع سورية او حزب الله ستكون مكلفة وباهظة الثمن هذه المرة ، مشيرة الى ان معظم المسؤولين الإسرائيليين السياسيين والعسكريين سوف يفكرون ألف مرة في جدوى أي مواجهة قادمة، إذ كتب عوفر شليح في معاريف تحت عنوان «مسالة ثمن » يقول :الى أي حد كان الجيش الإسرائيلي قريبا من مهاجمة القوافل التي نقلت صواريخ سكود من سورية الى لبنان؟ اذا أردنا الحكم على حسب كلام ضابط رفيع المستوى في المدة الاخيرة، فان ذلك كان قريبا جدا. أقرت اسرائيل في السنين الاخيرة سياسة فحواها أن السلاح المنقول الى منظمات الإرهاب هو هدف مشروع حتى لو كان ذلك على أرض دولة ذات سيادة أخرى. وهذا ما حدث على حسب نشرات أجنبية في هجوم سلاح الجو في السودان وهو واحد من إجراءات كثيرة لمحاربة طرق التهريب الى قطاع غزة حظي خلافا لغيره بنشر علني.لم يعد السؤال سؤال الشرعية بل الثمن والرد فقط». وأضاف شليح :«يخطئ من يفكر في مواجهة ممكنة مع حزب الله مثل المواجهات السابقة. فهناك أيضا يستخلصون الدروس: فهم يتحصنون داخل الأرض، ويدخلون المنطقة المبنية، ويزيدون الأعداد، وينتشرون على مسافة أبعد. «من العمق والى العمق» يسمونه هكذا في الجيش الإسرائيلي: فالمساحة الى نهر الليطاني، المليئة بصواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى ستظل هناك (وكما قلنا آنفا سيظلون أكثر في المنطقة المبنية وأقل في «المحميات الطبيعية»). لكن جزءا كبيرا من السلاح الثقيل، ذي المدى والكتلة والدقة التي هي أكبر، منتشر في المنطقة من الليطاني فما بعد. هذه أيضا أهداف ثقيلة معرضة أكثر للإصابة، كما برهنت عملية «الوزن النوعي» في بدء حرب لبنان، التي دمر فيها أكثر السلاح للمدى المتوسط والبعيد عند حزب الله. لكن في تكتيك حزب الله للتصعيد التدريجي، وهو أننا سنزيد مدى إطلاقنا على كل اشتداد لهجومكم الجوي، يكفي عدة صواريخ تبقى وتبلغ أماكن اعتبرت قبل ذلك حصينة. تحدثوا في اسرائيل هذا الأسبوع عن سلاح مضاد للطائرات وأنه «يخل بالتوازن ويقتضي هجوما. هذا يثير الاهتمام لأنه يوجد في سورية سلاح كهذا كثير، » وكتب المحلل العسكري عاموس هرئيل في هآرتس يقول :«ما الذي تكسبه سورية من خطوة كهذه؟ يبدو ان الرئيس بشار الأسد، على نحو يشبه زعماء تركيا وإيران، يختار ألا يتأثر على نحو خاص بتصريحات إدارة أوباما وحتى لو كان السوريون معنيين بالسلام مع اسرائيل مقابل هضبة الجولان، فحاليا تجدهم لا يشعرون بأن في اسرائيل شريكا حقيقيا يمكن التوصل معه الى اتفاق. وعليه فإنهم يفضلون ترسيخ الردع الذي سيمنع اسرائيل من أن تهاجم أراضيهم مرة أخرى مثلما فعلت ضد المنشأة النووية في أيلول 2007. معادلة القوة الجديدة فأردف هرئيل قائلا :«حاليا، لا توجد عصا حقيقية تهدد سورية وتدفعها الى إعادة النظر في التعاون مع حزب الله». أما حامي شاليف في اسرائيل اليوم فله وجهة نظر أخرى حول الموضوع فكتب في مقال له :«يملك حزب الله الان 44 ألف صاروخ حتى قبل ان تستعمل المنظمة صواريخ سكود التي أبلغ عنها هذا الأسبوع، وفيها مئات وربما آلاف من الصواريخ التي تستطيع ان تصيب تل أبيب ورمات غان، ونتانيا وريشون ليتسيون. يشعر إسرائيليون كثيرون اليوم بـ «مقدمة العاصفة» ويعلمون أن هذه الصواريخ، ستطلق بيقين من قواعدها حينما يحين الوقت، وهم يدركون – لكنهم يكبتون تماما ذلك – ان اسرائيل بعد هجوم كهذا على لب لبابها ستكون دولة مختلفة تماما.ولا شك بعد كل ذلك في أنه ستنجم جميع تلك الأسئلة والحيرة التي كان يفترض ان تثور الان قبل أن يكون الأمر متأخرا. فالرئيس السوري بشار الأسد يحذرنا منذ أشهر طويلة في واقع الأمر وبحديث مباشر صريح. فمن جهة يتحدى الأسد ويمكن بحسب التقارير الصحفية من نقل وسائل «تخل بالتوازن» هي بمنزلة «المحظور» الى حزب الله في لبنان، ومن جهة ثانية يكشف عن حس تاريخي وخلص شاليف إلى أن وزير الدفاع ايهود باراك، ورئيس الأركان غابي اشكنازي، ورئيس شعبة الاستخبارات عاموس يدلين، يؤمنون بأن الرئيس الأسد يريد تحقيق سلام كامل في مقابل انسحاب كامل. وينسب الثلاثة أهمية استراتيجية عليا لتسوية تبعد خطر الحرب الشاملة، وتدق اسفينا بين دمشق وطهران، وتضعف حماس وحزب الله، وتقوي المعتدلين في العالم العربي. بل ربما تنهي حالة الطريق المسدود مع الفلسطينيين. المواجهة المقبلة.. الأشد قبحاً وكتب بوحبوط في يديعوت احرونوت :«ان إسرائيل لن تحتمل مرة أخرى ضرب البارجة حانيت، ولا ضرب منشآت حساسة داخل أراضيها. وبناء عليه، فإن المواجهة المقبلة ستكون الأشد قبحا، فمن أجل تحقيق الردع لفترة أطول، ولإنهاء الحرب بفترة أقصر، سيضطر جنود الجيش الإسرائيلي للضرب بشدة لم يسبق لها مثيل في لبنان وفي سورية وفي كل من يحاول أن ينضم للمعركة من أجل الإثقال على إسرائيل». وقال المحلل الإسرائيلي رونين بيرغمان المختص في شؤون الأمن في مقال له في صحيفة يديعوت أحرونوت إن الانطباع السائد لدى غالبية الإسرائيليين بأن الأوضاع الشمالية هادئة غير صحيح، فالوضع قابل للانفجار في كل لحظة، مؤكدا على أن معلوماته تعتمد على مصادر رفيعة جدا في تل أبيب. وأضاف إن الجبهة الجنوبية مرشحة هي الأخرى للتحول إلى ساحة قتال بين حركة حماس والفصائل المقاومة الأخرى وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأشار بيرغمان إلى أن حركة حماس تشعر بخيبة أمل بسبب عدم تمكنها من تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، لإظهار شعبيتها وقوتها لدى الرأي العام العربي والفلسطيني على حد سواء، وبالتالي، وفق منطق الإسرائيليين، فإن الأمر الوحيد الذي بإمكانه أن يخرج حركة حماس من هذا المأزق هو عملية عسكرية ضد إسرائيل، ولكن اندلاع المواجهة على الجبهة الجنوبية هو، بحسب المحلل بيرغمان، أحد السيناريوهات التي يأخذها صناع القرار في تل أبيب على محمل الجد. حرب استباقية لتغيير ميزان القوى وخلص بيرغمان للقول:« إنه حتى قبل فترة وجيزة كان السيناريو الأكثر قربا إلى أن يتحول إلى حقيقة قيام الجيش الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية قاسية إلى إيران بهدف تدمير برنامجها النووي، والاستعداد لتلقي الضربة مما أسماه بالطرف الراديكالي في منطقة الشرق الأوسط، ولكن بحسب المصادر الأمنية والسياسية الإسرائيلية فإن هذا السيناريو أسقط في هذه الأيام لمنح الولايات المتحدة الأمريكية فرصة لاستنفاد العقوبات وتشديدها على إيران، والتي ستكون عقوبات تشل الاقتصاد الايراني، وأضاف إن ما تخشاه إسرائيل قيام حزب الله بالانتقام لمقتل قائده العسكري عماد مغنية الذي اغتيل بدمشق في شباط 2008، مضيفا أن السيناريو الأخطر يكمن، بحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية، في قيام إيران بتزويد حزب الله بأسلحة من شأنها أن تغير ميزان القوى بين إسرائيل وحزب الله.وتابع: إن حصول حزب الله على هذا النوع من الأسلحة سيفسر في إسرائيل على انه محاولة لتغيير ميزان القوى العسكري، الأمر الذي سيدفعها إلى شن حرب استباقية على لبنان. |
|