|
فضائيات تتناقص أبعاد هذه العلب ، حتى لتكاد تنطبق جدرانها على بعضها .
بالتأكيد الموضوع ليس خدعة بصرية . معنوياً يمكن لك أن تلاحظ ( ضيقاً – ضعفاً ) ما يعانيه البرنامج ، والشاطر النمرود الوحيد القادر على مراوغة الضيق المكاني – الزماني ، والضعف الإعدادي هو الكاميرا .. كاميرا تمرق من زواريب وحواجز يتفنن أهل البرنامج بصناعتها .. الكاميرا تذهب في ( كزدورات .. طلعات وفوتات .. وشمّات هوا ) ترصد استقبالات لضيوف فنانين يُلقون بنصائحهم على مسامع متسابقين ، مشاريع نجوم – العين تحرسهم وتحرس راعيهم .. تسجّل الكاميرا دموع اللقاء مع الأهل ، وتركض مع كرة ( البولينغ ) التي يلعب بها المشاركون ، كما وتقفز تلك المشاغبة إلى جولة خارجية باتجاه السينما أو أحد مواقع التصوير الدرامي .
لم ينبّه القائمون على البرنامج ولم يعلنوا وجود فقرات تسلوية تأخذ نسبة 80-90 بالمئة من مدته التي لا تتجاوز ال( 45) دقيقة .. غالباً تخوّفوا من ازدياد عدد المتقدمين .. كل الفقرات تأتي من قبيل الترفيهي – الاستعراضي .. وليذهب الهم والهدف الاحترافي المهني في ( ستين داهية ) .. عذراً .. هناك لقطات لأساتذة المتسابقين : نورا مراد ، وفؤاد حسن تمرّر وكأنما تأتي فقط من باب تأكيد هوية البرنامج .. فأي هوية هي هذه ؟ صحيح أن ( الممثل – the actor ( حقق فرصة تميّز لمحطته من حيث فكرته ..ولكن ماذا عن آليات تطبيق هذه الفكرة .. ماذا عن كيفية متّبعة تُحيله صنفاً برامجياً منوعاً وفقط يسعى إلى حشد فقرات لا تقدم ولا تؤخر على صعيد إقناعنا بأدوات ومهارات يُفترض أن يتلقاها المشتركون . ( قطش .. لحش .. ودحش ) تأتي تلك الفقرات التي تركّز في غالبيتها على لقاء فنانين محلّيين ، وكما لو أن البرنامج يهدف الى تحصيل شهادات ( حسن سلوك ) منهم وجمع تصريحاتهم بأن ( يعطيكم العافية ) . ( الممثل ) يأتي بأعداد خيام قدور وتقديم رنا الصوا ، يدير ظهره منقلباً على مهمّته الأصلية ، منشغلاً بتنويعات هي نفسها تبدو مصنوعةً على عجل .. والسؤال .. بما أنها صارت وأتينا ببرنامج على طريقة الفضائيات الأخرى في اكتشاف المواهب لماذا لم يكتمل لدينا الأمر وفق الطريقة المناسبة ..
بمعنى .. يتوه البرنامج بقضايا فرعية وينسى أو يتناسى الاهتمام بتفاصيل الدخول في العمل الاحترافي . على سبيل المثال .. لا يتابع شؤون المشتركين ومدى تطورهم أو ما هي درجاتهم من أسبوع لآخر .. لا يحادث الأساتذة ولا يناقشهم عن طرائق وأساليب عملهم مع طلبتهم .. يتغافل عن كل هذا ، وفقط يسجّل سبقاً بصناعة نجم تمثيلي بمقاييس علب تلفزيونية تقترب من كونها كرتونية .. ليست ذات كبير مقاومة .. فكيف الحال بساكنيها ؟ |
|