|
ثقافة أنارتهُ بحقٍّ هو رايته.. بعقيدةٍ قدَّستْ سوريته.. بمشاعلِ رجالٍ تصاعدوا من أرضه، فاشرأبوا إلى أن صلَّوا والسماء مجدهْ. ياعيدُ أقبلْ.. أقبلْ على الشهيدِ ورتِّل الرحمة وزدْ وعيدْ.. أقبلْ وبارك تضحيته. تقبّلَ الوطن بسملته: باسمِ الدمِّ والألمِ، وتبدأ سورة العَلمِ.. أقبلْ على الفقراء، قبِّلْ بهم الوفاء.. أقبلْ بوردكَ منهم، علَّه يحكي عنهم.. عمَّن أؤتُمنٍ عليهم، فأمَّن حياته بهم.. عمَّن بحقهم أذنب، فأكلهم كما الثعلب.. عمَّن خان الأرض، جَشعاً سلبهُ العرض.. أقبلْ سريعاً وذكِّرْ، بماضٍ كان يفكِّر.. يُفكِّر فيه الناس ببعضهم، ويتراشقون ودّهم.. يفكِّرُ فيه الأخ بأخيه، والابن بأبيه.. الجارُ بجاره، ولو بَعُد مزارِه.. أقبل لا مُطيعاً، وادبرْ سريعاً.. لامطيعاً لنهمِ من لا يشبعون ولنْ، فإنهم ورب الفقيرِ مَنْ.. مَنْ جرَّدوهُ حتى من عظامه، إلى أن نزفَ موَّاله: أنا الصابرُ المتصبِّر.. ياعيدُ سريعاً أدبرْ.. لن أشعلَ إلا دموع حزني منك، فقد نزع الظُلاَّمُ فتيلَ فرحي وأحرقوني بك؟. ياعيدُ أقبلْ فقط على الوطن.. احتفي به وجرِّده من أوغاد هذا الزمن.. احتفي به واشرب نخبه.. احتفي وادبرْ ودعْ لنا قلبه.. نحن الذين امتلأنا بهِ حدَّ عشقنا، لخمرهِ وهو من دمائنا.. امتلأنا بهِ ففاضَ حنيننا، امتلأ بنا ياعيده- ياعيدنا.. |
|