تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فرح العيد

رؤيـــــــة
الثلاثاء 21-8-2018
فاتن دعبول

اليوم ونحن نحتفل بعيد الأضحى المبارك بعد تجاوز للسنين السبع العجاف وتحقيق الانتصارات في غير مكان، ونتمنى أن نحتفل في القادم القريب من الأيام بتحرير الأراضي السورية جميعها من نير الإرهاب، يحضرني بيت الشاعر المتنبي:

عيد بأية حال عدت ياعيد‏

بما مضى أم الأمر فيه تجديد؟‏

لأقول للمتنبي نعم هذا العيد جاء بحلة جديدة حيث نفض الناس عن كاهلهم حزنا كبيرا ألمّ بهم، وبدؤوا يعيدون للحياة ألقها وبهجتها ويستقبلون العيد بالفرح ويتبادلون عبارات التهنئة متعالين على أحزانهم وخلافاتهم جميعها، لأنهم أدركوا الدرس جيدا بأن العدو بأشكاله كافة استهدف وحدتهم وتماسكهم كما استهدف بيوتهم ومنشآتهم ومدارس أبنائهم ليعيث فيها الدمار والخراب، وهو قبل كل ذلك استهدف القضاء على الهوية الحضارية من آثار وكنوز تراثية توارثتها الأجيال عبر آلاف السنين.‏

كانت الحرب قاسية والتجربة ليست سهلة ولكنها ليست المرة الأولى التي تمتحن البلاد فيها كما البشر وتستطيع تجاوز محنتها بما تحمله من عقيدة أبنائها وإيمانهم بأن الأوطان لاتعادلها كنوز العالم وثرواته ومن الواجب الدفاع عن حريتها وسيادتها، لذلك استطاع الجيش العربي السوري ومن ورائه الشعب أن يحقق النصر ويكلل انتصاراته بالغار والعزة والتضحيات.‏

وفي العيد لابد من وقفة تفكر وتعقل واستخلاص للعبر، فالحرب دمرت الكثير من بنى النفس وقيمها وعقيدتها، وبعثرت أفكارها وعلينا العمل من جديد لإعادة بناء ماتهدم منها قبل بناء الحجرلإعادة اللحمة والتعاضد والتماسك بين جميع أبناء هذا البلد العريق الذي ضرب أنموذجا في التعايش والمحبة والسلام.‏

العيد هذا اليوم يحمل بين ضلوعه معاني الفرح والتسامح والإخاء والسلام، وإن كانت التجربة والمعاناة كبيرة، لكن وبقدر حجم هذه المعاناة نحتاج قوة وثباتا وتحصينا جديدا لنحمي أنفسنا وبلادنا من أي إعصار قد يهدده، والانتصارات المتلاحقة هي زادنا تبعث في النفس الثقة والشجاعة بأن البقاء للوطن رغم أنف الحاقدين والمتآمرين والطامعين.‏

فالوطن يعيش في روح وكيان كل إنسان خبر معنى أن يكون وطنه سورية وتلك الجذورعميقة في التاريخ أصلها ثابت وفروعها تطال عنان السماء، عيدكم مبارك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية