|
صفحة اولى أو لتلافي هزيمة محتملة خلال الانتخابات القادمة.. واللجوء إلى سياسة التصعيد والعدوان نهج دأب عليه الرؤساء الأميركيون لتصدير مشكلاتهم، والتخلص من أزماتهم الرئاسية، ولذلك نجد هذا التصعيد الأميركي العشوائي على الكثير من الجبهات العالمية، سواء بشكل مباشر، أو عبر الحلفاء والأدوات. الحرب الإرهابية على سورية مثال واضح للعربدة الأميركية، وتشبث إدارة ترامب باحتلالها لأراض سورية في التنف، أو الجزيرة السورية، ومواصلة نهبها للنفط وثروات السوريين، ودعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية، تأكيد على جنوح تلك الإدارة نحو إطالة أمد الأزمة، ومنع أي حل سياسي لا يتوافق مع أجنداتها العدوانية، وأيضا لمحاولة جعل بعض المناطق كإدلب والتنف بؤرة دائمة للإرهاب، بما يخدم مصلحة الكيان الصهيوني، ويعزز الاحتلال التركي، باعتباره لا يختلف عن ذاك الكيان الغاصب، من حيث الأطماع والأجندات المشتركة لكليهما في سورية والمنطقة. العربدة الأميركية تجاه إيران لا تنفصل أيضا عن سياق الاستراتيجية الأميركية الجديدة في جعل المنطقة والعالم عرضة لحرب كارثية، فجريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني ورفاقه المقاومين الذين ارتقوا جراء العدوان الأميركي الغادر، إعلان حرب ضد إيران ومحور المقاومة الذي غير المعادلات الإستراتيجية، وهذا يضع المنطقة أمام مرحلة تصعيد جديدة، فتداعيات تلك الجريمة لم تنته بعد، خاصة في ظل التهديدات الأميركية المتواصلة، والإرهاب الاقتصادي المتصاعد الذي تمارسه إدارة ترامب، سواء ضد إيران، أو الكثير من الدول المناهضة لسياستها، في المنطقة أو غيرها من دول العالم. التطورات الحاصلة في ليبيا، تفرض نفسها أيضا على الساحة الدولية، وهي لا تخرج بالمطلق عن سياسة التصعيد الأميركي، باعتبار النظام التركي جزءاً من الأدوات الأميركية، وهو يأخذ على عاتقه مسألة تأجيج الأوضاع هناك، عبر نقل جزء من جنوده ومرتزقته الإرهابيين إلى الأراضي الليبية، مقابل وعود أميركية بتسهيل عملية توسيع أطماعه الاستعمارية.. وأردوغان الذي يمتهن اللصوصية والابتزاز، يعرف كيف يستثمر في الإرهاب، وبنقله للإرهابيين إلى ليبيا ستجد أوروبا نفسها بمواجهة مباشرة مستقبلا مع أولئك الإرهابيين، عبر حدودها البحرية الجنوبية، وسياسة الابتزاز تلك قد تدفعها لغض النظر عن أطماع أردوغان، في المنطقة، وفي البحر المتوسط لجهة التنقيب عن الغاز وبسط نفوذه هناك. إصرار الولايات المتحدة على المضي في سياسة التصعيد، ودعم الإرهاب في سورية والمنطقة والعالم عموما، رغم المخاوف الدولية من شبح ارتداد خطره إلى عقر دارها، يؤكد مجددا بأن الإرهاب هو سمة أميركية لا يمكن لواشنطن الاستغناء عنها، لأن ذلك يؤدي إلى انحسار، وربما تلاشي دورها على الساحة العالمية، ولكن تجارب التاريخ تؤكد في المقابل بأن الدول الداعمة للإرهاب مهما اشتدت سطوتها، فمصيرها الخيبة والعار طالما هناك شعوب حية تقاوم الإرهاب وتتصدى له بكل عزيمة وإرادة حرة. |
|