|
مجتمع
فلا يصلح الله قوم حتى يصلحوا ما بأنفسهم ...وعلى كل واحد أن يبدأ من نفسه فيقيم اعوجاجها ويعيدها إلى الطريق القويم... ولكن يوجد إعاقات جسدية أو عقلية والتي خصصت لها معاهد ومدارس وجمعيات تهتم فيها وتعيد بناءها ليصبح المعوق إنساناً فاعلاً ومنفعلاً في المجتمع ومنها جمعية (سبت الأمل) وهي جمعية أهلية تعنى بالمعوقين بشقيها الجسدي والنفسي بهدف إدماجهم في المجتمع وليكونوا جزءاً منتجاً فيه كأي طفل صحيح .. ففي المعرض الذي أقامته وأشرفت عليه جمعية سبت الأمل وبمساعدة الأهالي في تعليم المعوقين وتدريبهم على تلك الأعمال نقف باهتمام أمام انجازاتهم ... ننسى إعاقتهم .. عندما نرى عملهم من خلال هذا المعرض الذي يحفل بكل روائع العمل اليدوي من (الخيزران والقش والصوف والفخار وصناعة الإكسسوارات والخرز ) ... وبمساعدة الأهالي والذي أنهى فعالياته مؤخراً وكان على مدى ثلاثة أيام وهي مدة المعرض حيث شهد إقبالاً كثيفاً ،عن هذا النشاط كان لنا لقاء مع الآنسة سوزان مسعود - متطوعة والتي بينت أنها تعمل في هذا المجال منذ تأسيسها عام 2011 وهي من مؤسسي الموقع الالكتروني الخاص بالجمعية وتعمل على تطويره باستمرار من خلال مواكبة أعمال هذه الجمعية .. أما المشاركات أغلبهن من المتطوعات من الأمهات والمعوقين والهدف منه البيع والترويج والأرباح التي يذهب ريعها كاملاً للجمعية ...وقد تحدث المشارك عصمت أبو عود (وهو يعاني من شلل دماغي) عن شعوره قائلاً : إنني أشعر بالفخر وأنا أرى عملي يصل للناس وذلك بمساعدة الأهالي من المتطوعين الذين وقفوا إلى جانبي في تعليمي هذه المهنة وهي صناعة الخيزران من سلال...وكذلك صديقه ادهم عربي وهو كفيف وأكد على قول زميله :(إني أشعر بأني لا أقل شأناً عن الإنسان العادي وأشاد بالمساعدة من قبل المتطوعات في تعلم مهنة أكسب من ورائها لقمة العيش و هذا يشعرني بالفرح والسعادة لأنني أحقق شيئاً للمجتمع وتوجه إلى المتطوعات بقوله :(بلاهن ما نسوى شي) وقد أضافت المتطوعة الآنسة غدير سلام : إنها تقف إلى جانب المكفوف في تعليمه أعمال الخرز وتثبيت الألوان وتعليم المكفوفين العد على اللوح عن طريق اللمس وقد وجدت تجاوباً وسرعة في التعلم .. نقف إلى جانبهم ..... أما السيدة أم خالد وهي سيدة متطوعة فقد أوضحت آلية تعليمهم صناعة القش والخيزران إذ في البداية كان هناك صعوبة في تعليم صناعة سلال القش حيث يستغرق صناعتها على أربع جلسات فتصبح أكثر سهولة فيما بعد لا تستهلك سوى ثلاث ساعات في صنعها ويتوج العمل في نهاية العام بالمعرض الذي كما ترين منتجاته تشارك في صناعتها المعوقين إلى جانب الأهالي والمتطوعات ..وفي هذا المجال أفادت السيدة نجوى شعلان وهي المسؤول الإعلامي :نعمل على ثلاثة مستويات في جمعيتنا سبت الأمل والتي سميت بهذا الاسم لاجتماع أعضائها كل يوم سبت من خلال ثلاثة مستويات نعمل عليها فالمستوى الأول وهو عمل الأطفال مثل القش وبعض الإكسسوارات حيث تقوم الأهالي بتأمين المواد الأولية وهم عليهم العمل والإبداع وفي المستوى الثاني :ويشمل عمل المتطوعة من تأمين المواد أما المستوى الثالث فيضم فيه المجتمع المحلي ويتكون من الأهالي وهي التي تقوم بعمل السلعة وتكون من صنع يدهم بالكامل وأضافت بسؤالنا عن الأفكار التي يطبقونها في عمل هذه السلع قائلة : فتكون عن طريق النت أو عن طريق الأهالي وهو عمل تطوعي الهدف منه ترفيهي وتعليمي حيث تقام حفلات تضم الأصحاء من الأطفال لكسر الحواجز ويكسبه ثقة بالنفس وقد نال بعضهم مراكز متقدمة في الرياضة فكانت لنا عدة مشاركات في الاولمبياد لذوي الاحتياجات الخاصة مثال اللاعبة ياسمين بيرقدار التي احتلت المرتبة الثانية في التنس ..ويوجد لدينا 40 متطوعاً و يمارس عملهم بشكل فعال 20 وهم يمثلون فئات مختلفة من المجتمع من ربات بيوت وموظفين وطلاب ..ونحتفل فيهم في الأعياد الرسمية كما في عيدي المعلم و الأم واليوم العالمي للمعوق وتضم فعاليات متنوعة من معارض أعمال اليدوية وفنية ولنا مشاركات ثقافية كالنشاط الذي أقيم في الزاهرة وقد نلنا التكريم من قبل وزيرة الشؤون الاجتماعية ..وقد استوقفتني أمينة سر الجمعية الشابة والتي علمت إنها تعاني من شلل في قدميها إنها رؤى حمزة :وقد حدثتنا عن مهامها قائلة : إنها مسؤولة عن استمارات الأطفال وحالاتهم وكل المعلومات التي تخصهم وعن الانتساب لتلك الجمعية من الأطفال المعوقين .. أما السيدة هيفاء عقل -متطوعة : الهدف هو تحقيق الاندماج بين المعوقين والأصحاء ونفي فكرة إن الأهالي لا تزال تخجل بابنها المعوق وعملها ترفيهي وتعليمي ولكن بشكل بسيط تتراوح الإعاقات مابين شلل دماغي - داوت (منغوليا) وإعاقات حركية والتوحد ولدينا خدمات فيزيائية وعلاجات نفسية حيث يوجد طبيب نفسي ومعالج فيزيائي خاص بالإعاقة تأتي تبرعات مادية من الخارج سواء أشخاص أو مؤسسات وهناك صعوبات مثل عدم تعاون وزارة الشؤون الاجتماعية وصعوبة التواصل مع الأهل ولحلّ هذه المشكلة شكلنا لجنة مؤلفة من ثلاثة أشخاص مهمتها التواصل مع الأهل ومعرفة حاجاتهم بالتوازي مع إقامة الندوات تعرف بعمل اللجنة وأهميتها والتعريف بالإعاقة... هي خطوة تفعل فعلها مع خطوات كثيرة باتجاه تأهيل المعوقين لدمجهم في المجتمع ويأخذون دورهم الحقيقي إلى جانب أشقائهم الأصحاء ... |
|