|
رؤية تستقطب أكبر عدد ممكن من المشاهدين مما يرضيهم و من ثم تنفح نفحات من السم بطرق فنية مدروسة و باهظة التكاليف التي باتت مصادرها معروفة. العنوان العريض لآخر البرامج التي عرضتها قناة /MBC1/ هو (على الطريق في أمريكا) وبتمويل أهم ثلاث شركات أميريكية وتحت عنوان و طرح «التثاقف الأمريكي العربي»، شارك أربعة شبان عرب ضمن البرنامج تم انتقاؤهم من بين ستمائة افتقدوا لكل مقومات ودلائل عروبتهم باستثناء التحدث بالعربية. والمتابع لحلقات البرنامج يجد كيف تمّ إقحام شبان افتقدوا للنضج والثقافة و المعرفة في المجتمع الأمريكي الذي انبهروا به وبدؤوا بتقليده و التقرب منه دون أي مقومات للتلاقح الثقافي أو نشر الثقافة العربية، بل لجهلهم و لحظة البرنامج كانوا شبانا عرباًً حاولوا إرضاء المجتمع الأمريكي وثقافته. والمفارقة الكبرى الخلاصة التي جاء بها البرنامج وهي قبول الشبان الأربعة والذين صوّرهم البرنامج نموذجاً للشباب العربي، قبولهم للآخر بكل شيء وتقليدهم الأعمى له و القبول بمفهوم الحوار و التثاقف بمنتج وقالب أمريكي جاهز لا يختلف عما تسوقه الآلة الحربية التخريبية الأمريكية أينما حلت وأن يصافح شاب فلسطيني اسرائيلياً تحت عنوان التثاقف فهذا ما لن يقبله الشباب العربي انموذجاً يمثله، وما لن يقبله عشرون مليون عربي مشاهد ومالن يقبله الحوار الحضاري الإنساني. فاستهداف العقل العربي الشاب وعبر وسائل إعلامية بات مفضوحاً . لن يجد له سبيلاً أمام جيل قادر على صنع الحوار وإدارة دفّته بإرادته وحضارته التي سبقت كل الحضارات. |
|