|
مجتمع برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حيث ضم المعرض 125 سيدة من سورية و16 جمعية خيرية, أما في معرض 2008, الذي رعته وزارة الثقافة فقد اتبعت سياسة تقليل العدد وزيادة المساحة, فكان عدد المشاركين 70 مشاركاً ومشاركة, و11 جمعية خيرية, حيث اضطررنا لاستدعاء المشاركين من الذكور بالرغم من أنه معرض لأعمال السيدات فقط, وذلك نظراً لاعتماد بعض الأعمال اليدوية على القوة البدنية في العمل (كتفتيت الزجاج, البروكار..) وبالتالي ضم المعرض مشاركين من الذكور, إلا أن وجودهم أضفى على العمل جوا من التعاون والإخاء, ففي النهاية أي عمل صنعته سيدة يظهر بشكل أكمل وأقوى إذا تدخل فيه الرجل. وانحصر المعرض بالأعمال اليدوية فقط, حيث هدف إلى التعريف بأنواع الأعمال اليدوية السورية المغمورة نوعاً ما وغير المعروفة لدى الكثير من العرب والأجانب (كالبروكار, التطريز, الخزفيات, النحاسيات..), كما استقطب المعرض الكثير من الزوار العرب والسياح الأجانب نظرا لتركيز فريق الإعداد على توجيه الدعوات للسفارات والهيئات الدبلوماسية بقصد تعريف الغرب بأعمالنا اليدوية, وإحياء تراثنا العربي السوري, والتعريف بمجهود النساء السوريات في هذا المجال أو حتى في مجال الأعمال الحرة الأخرى. إلا أنه وبالرغم من استقطاب المعرض للكثير من الزوار العرب والأجانب, فقد ظل مجال البيع محدوداً بشكل عام نظرا لارتفاع أسعار قطع الأعمال اليدوية سواء كانت من المنسوجات, أو الشرقيات, أو النحاسيات.. وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية, واستيراد معظمها في تلك الأعمال, ناهيك عن الدقة والجهد المبذول في إنجازها. على جانب التحضيرات للمعرض فقد اتخذ المعرض مدة 6 أشهر من الإعداد والتجهيز على الحساب الشخصي لفريق الإعداد بالإضافة إلى دعم من إحدى الوزارات, فالأمر يختلف كثيراً ويغدو أسهل عندما يوجه الدعم من قبل جهات رسمية من الدولة, ففي معرض (صنعته سيدة) لعام 2008 تم الدعم من قبل بعض الرعاة الذين ساهموا بموضوع الدعاية والإعلان, والتعريف بالمعرض والنشر عن أعماله, كما ساهموا في تذليل العقبات سواء أكانت مادية أم غيرها.. التي قد تواجه بعض الحرفيين أمام مشاركتهم في مثل تلك المعارض, ومساهمتهم في إحياء تراثناالعربي السوري وتمجيد إرثنا اليدوي والتعريف به, فمن خلال ذلك الدعم استطعنا التعرف والاطلاع عن قرب على آلية عمل منسوجات الحرير الطبيعي. منسوجات الحرير الطبيعي: هي مهنة متوارثة منذ 200 سنة تشتهر بها مدينة مصياف, تقول السيدة القائمة على هذا القسم: بداية نربي دود القز, ثم نستخرج الخيط من الشرنقة, بعد غليها ثم نغزل الخيط على المغزل اليدوي, ونصنع منه المنسوجات التراثية القديمة »كالحطاطات للرأس وشالات للأكتاف«. كما نصنع أنواعا من الألبسة النسائية (كالبلوزات) بصنارة واحدة يدويا, وقد أدخلنا عليها مؤخرا بعض الزخرفة والشك والكنف.. حيث يضفي عليها نوعا من التغيير والتجديد لتناسب الجيل الجديد, والعمل منذ بدايته حتى انتهاء القطعة يتم يدويا بشكل كامل حتى الآلات (النول) هي ذاتها الآلات التي استخدمها أجدادنا منذ 200 عام. ومن ضمن الأعمال التي شاركت في المعرض أيضا قسم الزجاجيات والرسم على الزجاج تقول السيدة القائمة على هذا القسم, والتي بلورت هوايتها في الرسم على الزجاج بدراسة أكاديمية في أميركا, إن أهم جزء في هذا العمل هي الألوان المستخدمة في الرسم على الزجاج حيث يتم استيراد هذه الألوان من بلجيكا ونقوم باستخدامها للرسم على الزجاج ولا تحتاج إلى فرن أو طبخ.. وإنما تترك مدة 10 دقائق لتجف بعد الرسم, ويمكن بعد ذلك غسلها واستخدامها بشكل عادي. ويلاقي هذا العمل إقبالاً كبيراً في أميركا وله مجال واسع للبيع, بينما تخف نسبة البيع في سورية نظراً لغلاء التكلفة من حيث استيراد الألوان والدقة في العمل, فقد تأخذ القطعة مدة شهر أو شهرين لصناعتها بدقة متناهية. وكذلك كان الأمر أيضاً بالنسبة لصناعة السيراميك التزييني حيث يتم استيراد عجينة السيراميك البارد من فرنسا, وتدخل هنا ضمن آلية العمل التي نتحكم بها فتظهر القطعة بالشكل الذي نريد. قسم النحاسيات والهدايا والخزفيات تدخل جذوع الأشجار في إحدى صناعات تلك الحرفة, حيث تتم صناعة العديد من الأشكال والاستخدامات منها تلك الجذوع إضافة للقصب والنحاسيات والشموع. وفيما يتعلق بالشموع, تكون عادة مادة خام, حيث تتم صناعة القوالب أولاً ثم يصب فيها الشمع وبعد أن يجف يتم استخراجه من القالب وتزيينه. وهناك نوع من أنواع العمل بالشمع (من دون قالب) أي من غير صب يعتمد على التشكيل باليد ولكنه يحتاج إلى حرفنة عالية في العمل لها علاقة بالتشكيل, وتنطبق عليه تحذيرات كثيرة نظراً لضرورة الدقة والحذر أثناء صناعته كون العمل به يحتاج إلى تماس مباشر مع الجلد وبالتالي يمكن أن يؤثر كنوع من الاحتراق في الجلد, وبعد تنفيذ الشكل الرئيسي من الشمع نزينه بالملصقات التزيينية التي نستوردها من الخارج بمادة لاصقة قوية غير مرئية, ويكمن سر المهنة هنا في كيفية جعل هذه الملصقات متداخلة مع سطح الشمع بشكل يصعب انتزاعه تماماً ولو بالقوة. وتستخدم أيضاً في هذه الصناعة الأحجار الصناعية, والأحجار الكريمة كالفيروز وغيره حسب الطلب كما تتعدد الأشكال والأحجام أيضاً حسب الطلب, وغالباً ما يكون العمل اليدوي بشكل عام متعباً جداً ومكلفاً جداً بسبب كون غالبية المواد الأولية المستخدمة فيه مستوردة من الخارج, والبيع يكون بشكل فردي وليس بمزاد. |
|