|
مجتمع والمشكلة أن هذه المواد باتت تشكل خطراً ليس فقط على مستخدميها وحدهم بل على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها.. لما تسببه أحياناً من حروق وتشوهات مختلفة, تسبب عاهات مستديمة أو مؤقتة, ثم إنها تحدث أضراراً في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق, إضافة إلى التلوث الضوضائي الذي يؤثر في طبلة الأذن, ومن ثم تسبب خللاً وظيفياً في عمل المخ, وقد يستمر لمدة شهر أو شهرين كما يقول الأطباء. وتشكل الأدخنة والروائح المنبعثة من تلك المفرقعات جزءاً من التلوث الكيميائي, فضلاً عن أن بعض الأطفال قد تظهر لديهم أعراض الحساسية على الجلد, أو على هيئة ضيق بالتنفس, كأزمات الربو, جراء تلك الروائح في حال قربهم منها. ولا ننسى الشرر أو الضوء أو الحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات, الذي يعد عاملاً ضاراً بالعين سواء الجزء الأمامي للعين أو تأثيراً مباشراً في قاع العين والشبكية. فالكثير من حالات إصابات القرنية نتجت عن تلك المفرقعات, ويعد الرماد الناتج عن عملية الاحتراق عاملاً ضاراً بالجلد وبالعين, إذا ما تعرض له الطفل تعرضاً مباشراً, إذ تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة, وقد يحصل تمزق في الجفن أو قد يفضي اللعب بهذه الألعاب النارية إلى دخول أجسام غريبة في العين وهذا ما يتسبب في انفصال في الشبكية, وربما يقضي الأمر إلى فقدان كلي للبصر. وتعد الحروق من أكثر الحوادث التي يتعرض لها الأطفال وأكثرها إيلاماً, ولا يقتصر ضررها على تهتك الجلد, بل تسبب أيضاً فقدان السوائل وعناصر مهمة من الجسم وهذا ما يؤدي إلى الصدمة والهبوط المفاجئ في الضغط والدورة الدموية, وقد يترك آثاراً وندباً مشوهة, قد تستمر مدى الحياة, إذ لا تلتئم هذه الحروق إلا بعمليات تجميل مكلفة. ثم إنها تتسبب بترهيب الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات التي تسبب لهم الهلع والخوف, ومن ثم تترك آثاراً نفسية سيئة فيهم. حوادث مؤلمة كثيرة هي الحوادث المؤلمة التي تعرض لها بعض مستخدمي هذه الألعاب المؤذية.. فقد أصيب فتى في العام الماضي في يده اليسرى جراء انفجار إحدى المفرقعات التي اشتراها, فسببت له عاهة مستديمة, وسببت لعائلته رحلة طويلة من المعاناة قال عنها: مكثت للعلاج فترة زمنية استمرت أكثر من سبعة أشهر, وخضعت خلالها لثلاث عمليات جراحية في محاولة لتوصيل الأوتار المقطوعة لأتمكن من تحريك أصابع يدي, عانيت كثيراً خلال تلك الفترة وأنا نادم على شراء المفرقعات, وأنصح بعدم استخدامها لخطورتها.. وكي لا يذوق أحد ما ذقته من عذاب.. إحدى الأمهات قالت: أشعر بألم شديد لما حل بابني الوحيد وأتألم كثيراً كلما تذكرت ما حصل له, لقد أصيب ابني جراء انفجار احدى المفرقعات إصابة بالغة في راحة يده اليسرى, أدت إلى بتر إصبعين في يده, وهو اليوم لا يحرك سوى اصبعين من يده المصابة. وتابعت الوالدة.. أصيب ابني عندما كان في مرحلة الانتقال من جيل الطفولة إلى جيل المراهقة, والإصابة أثرت فيه كثيراً على الصعيد النفسي, وأثرت أيضاً فيه من ناحية تحصيله العلمي, بسبب غيابه المتكرر عن الدراسة خلال فترة العلاج. ووجهت الوالدة مناشدةً قالت فيها: أناشد الأهالي الانتباه على أولادهم والألعاب التي يشترونها وأن يسألوهم على نحو مستمر عن مصروفهم كي لا يصيبهم ماأصابنا فلو انفجرت المفرقعة في منطقة قريبة من الرأس, لكانت العواقب وخيمة ولاتحمد عقباها. فالعائلة تمنح أولادها العيدية ليفرحوا, لكن الأولاد يضرون بأنفسهم في نهاية المطاف ويبقون مع عاهات مستديمة مدى الحياة.. (الأطفال... مستهدفون..) والقائمة تطول لذا أردنا استعراض الحوادث المؤلمة التي تنتج عن هذه الألعاب والمفرقعات. ولايمكن أن أنسى ذاك الطفل الذي فقد إحدى عينيه لانطلاق صاروخ ناري, حيث صوب أحد أصدقائه الصاروخ تجاهه, ما أدى إلى إصابة عينه, نتيجة لقوة الضربة..وهو زميل لأحد أبنائي في المدرسة.. وذاك الطفل الذي لم يبلغ الثامنة من عمره, وقف يشاهد عبث زملائه الأطفال أمام منزله, فأصابته إحدى المفرقعات وسببت له حروقاً شديدة حيث اشتعلت النيران بملابسه الخارجية والداخلية إلا أن العناية الإلهية أنقذت الطفل ونقل على إثرها للمشفى للمعالجة... إحصاءات ومؤشرات... مخيفة وفي العودة إلى بعض الإحصاءات التي سجلت عن الإصابة بألعاب نارية ومفرقعات فقد بلغ عدد المصابين في إحدى المشافي العامة في دمشق خلال فترة العيد حوالي /911/ إصابة, وجميع الإصابات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 51 سنة... وسجل مشفى بصرى الوطني خلال فترة العيد أكثر من 03 حالة إصابة عينية للأطفال, تفاوتت الإصابات بين نزف وكدمات, وسجلت حالة نزيف دماغي لأحد الأطفال بعد لعبه (بمسدسات الخرز). ويستقبل مشفى العيون بمجمع ابن النفيس بدمشق في الأعياد عشرات الأطفال المصابين في عيونهم ووجوهم, بسبب ألعاب الأطفال الخطرة والمخالفة, وخصوصاً مسدسات وبنادق الخرز البلاستيكية الصغيرة التي يشتريها الأطفال جهاراً.. نهاراً...!! إضافة للمفرقعات المنتشرة, وبتشكيلة واسعة تناسب أهواء الأطفال... نعم هذه المفرقعات لا يسلم منها شيخ, ولا مريض, ولا طفل, ولا المارة... والغريب في الأمر أنه ورغم التحذيرات جميعها من وسائل الإعلام للحد أو قمع هذه المفرقعات من قبل الجهات المعنية وتطبيق القانون 15 لعام 1002 الذي ينص على معاقبة كل من يقوم بغير ترخيص بصنع الألعاب النارية أو استيرادها أو تصديرها أو الإتجار بها, أو بيعها أو نقلها من مكان إلى آخر بالحبس من 6 أشهر إلى سنة والغرامة من 5 إلى 01 آلاف ليرة سورية. ولكن من يدقق جيداً أنه يكاد لا يخلو محل في دمشق من كل أنواع المفرقعات, بل وتباع على البسطات وأمام الدكاكين, فأين الرقابة والمراقبة? وكيف دخلت ولمصلحة من نقلق راحة المواطنين ونؤذي أطفالنا, ونرهق جيوب الأهالي, هل كرمى لتاجر لا يهمه إلا الربح على حساب ما تقدم, فهل هذا يعقل ويقبله العقل? وفي النهاية لا يمكن إلا توجيه رسالة إلى الأهل بتوعية أبنائهم لمخاطر هذه الألعاب ومراقبتهم, وتحويل توجهاتهم إلى ألعاب أكثر فائدة وأقل إنفاقاً.... وكل عام والجميع بخير وعيد سعيد بلا مفرقعات. |
|