|
أخبار فإن آفاق الوصول إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع , ظلت حلماً بعيد المنال ومجرد رهانات , تعمدت السياسة الإسرائيلية العدوانية المستقوية بالمظلة الأمريكية والدعم الغربي أن تبقيها دونما رصيد وفي دائرة الحشر والموت , أسيرة عقلية متطرفة وعنصرية محكومة بالعقد , لطالما رأت في السلام خطراً يتهدد عقيدتها ومستقبل كيانها . ومع التسليم بواقع دخول العملية السياسية - المتعثرة أصلاً - مرحلة الجمود والتعليق مرة أخرى , بانتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأمريكية من جهة , وجلاء موقف الطاقم الذي سيخلف إدارة بوش , وإن كانت العناوين والبدايات ليست مطمئنة حتى الآن , وتبيان الصورة التي سيؤول إليها الوضع الداخلي في الكيان الصهيوني من جهة آخرى , بعد سقوط ( أولمرت ) أحد أبرز رموز الفساد والوجوه المسؤولة عن هزيمة حرب تموز , فإن القول : بأن إرادة السلام كانت وما زالت الشيء المفقود , والخيار المغيب عن تفكير وعقيدة طرفي الحلف الأمريكي الإسرائيلي . لقد مورس التصعيد والاستباحة وإغراق المنطقة بالفتن والحرائق والحروب والدم , كسياسة بديلة لدبلوماسية الحوار والتفاوض , والتأسيس للتسوية المطلوبة القائمة على مرجعية مدريد وقرارات الشرعية الدولية , ووضعت ألغام التفجير بالجملة للحؤول دون استقرار الأوضاع , وبقصد خلق مناخات ضاغطة تسمح لحكام تل أبيب بالهروب والمناورة والابتزاز وقطف المكاسب , على حساب الأرض العربية والحق العربي , في تحد غير مسبوق وخروج هو الأخطر على القانون الدولي , وعلى ميثاق الأمم المتحدة منذ التأسيس وحتى اليوم . بطبيعة الحال فإن الرغبة الصادقة في السلام والتي ليست موضع شك , لا تلزمنا بالبقاء في موقع من يتلقى الضربات , ويدفع أثمان السياسات الحمقاء , والسماح لإسرائيل ومن يقف وراءها بمواصلة القرصنة , أو محاولة إملاء الشروط التي تتناقض مع مبادئنا , وثوابتنا الوطنية والقومية ومع استحقاقات السلام بمفاهيم العدل والشمول , وما ينبغي ألا يغيب عن ذهن هؤلاء : أن الزمن طال أو قصر لن يكون في النهاية في غير مصلحة الشعوب وقضاياها العادلة . |
|