تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجعفري: سورية تدعو كي مون إلى الاضطلاع بمسؤولياته لمنع أي عدوان عليها ومجلس الأمن للحيلولة دون الاستخدام العبثي للقوة خارج نطاق الشرعية الدولية

نيويورك
سانا- الثورة
صفحة أولى
الأحد 1-9-2013
قال مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري ان الحكومة السورية تدعو الامين العام للامم المتحدة إلى الاضطلاع بمسؤولياته من اجل بذل مساعيه لمنع اي عدوان على سورية

والدفع قدما باتجاه التوصل إلى حل سياسي سلمي للازمة في سورية كما تدعو مجلس الامن الدولي إلى التمسك بولايته والحفاظ على دوره كصمام امان يحول دون الاستخدام العبثي للقوة خارج اطار الشرعية الدولية.‏

وبين الجعفري في رسالتين متطابقتين وجههما باسم الحكومة السورية امس إلى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الامن الدولي ماريا كريستينا برسفال ان الحكومة السورية حذرت منذ اكثر من عام من المخاطر الجدية المترتبة على احتمال قيام مجموعات ارهابية باستخدام المواد الكيماوية في سورية.‏

وقال الجعفري: يشرفني ان اخاطبكم في هذه اللحظة الحرجة والمفصلية من تاريخ بلادي سورية التي تمر بازمة حادة ذات اثار عميقة على الدولة السورية ككل وعلى مختلف ابناء الشعب السوري وذلك في ظل التصريحات الخطيرة المتعلقة بالتحضيرات الجارية للقيام بعدوان عسكري ضد سورية تحت ذرائع واهية كان اخرها الادعاء باستخدام السلاح الكيماوي واود في هذا الصدد ان افيد عنايتكم بما يلي: لقد حذرت الحكومة السورية منذ اكثر من عام وفي اكثر من مناسبة من المخاطر الجدية المترتبة على احتمال قيام مجموعات ارهابية باستخدام المواد الكيماوية في سورية واخطرت كلا من الامين العام ومجلس الامن بمعلومات حول نشاطات هذه المجموعات في رسائل رسمية بهذا الخصوص: كل ذلك تزامن مع حملة اعلامية وسياسية ودبلوماسية بقيادة بعض الدول المسؤولة بشكل مباشر عن سفك الدم السوري ومنع الحل السلمي وذلك لاثارة ملف ما يسمى مسألة استخدام السلاح الكيماوي في سورية وتحميل الحكومة السورية مسؤولية استخدام اي مواد كيماوية توطئة لاستغلال هذه الذريعة مستقبلا ضد سورية.‏

واضاف الجعفري: تؤكد الحكومة السورية من جديد انها لم تستخدم السلاح الكيماوي اطلاقا بل هي من بادر إلى الطلب من الامين العام تشكيل فريق تحقيق علمي وموضوعي للتحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في بلدة خان العسل بتاريخ 19 اذار 2013.‏

واشار الجعفري إلى انه بعد جريمة استخدام الغازات الكيماوية السامة في ريف دمشق بتاريخ 21 /8 /2013 انبرت الدوائر المعادية لسورية إلى تتويج حملتها العدوانية من خلال اتهام الحكومة السورية بهذه الجريمة وبالرغم من قيام الحكومة السورية بالسماح للجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة بزيارة المواقع التي تم فيها استخدام الغازات الكيماوية السامة قامت تلك الدول باستباق نتائج التحقيق الذي تجريه البعثة واتهام الحكومة السورية سلفا باستخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق وذلك لتبرير القيام بعدوان عسكري مبيت ضد سورية.‏

وقال الجعفري: لقد خرج علينا وزير الخاريجة الاميركي السيد جون كيري بعد ايام من الضخ الاعلامي والتهويل بما قالت الادارة الاميركية انها ادلة سرية قاطعة ستظهرها لاحقا إلى رأيها العام والرأي العام الدولي كمبرر لشن عدوانها العسكري وذلك على الرغم من الدعوات الدولية والاممية الرامية إلى ضرورة عدم تجاوز احكام ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وانتظار نتائج تحقيقات بعثة الامم المتحدة للتحقيق برئاسة البروفسور اكي سيلستروم.‏

واضاف الجعفري: لقد اعتمد السيد كيري على روايات قديمة نشرها الارهابيون منذ اكثر من اسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق: ان الارقام والمعلومات التي قدمها السيد كيري هي ارقام وهمية بالمطلق تروج لها المجموعات المسلحة في سورية وبعض اطياف المعارضة الخارجية التي تحرض على العدوان الاميركي على سورية ولعل التاريخ الدبلوماسي يعيد نفسه في مشهد تمثيلي مؤسف يذكر العالم بالادعاءات الملفقة التي كان قد ساقها وزير الخارجية الاميركي الاسبق كولن باول في مجلس الامن لتبرير غزو بلاده للعراق: ومن المثير للاستغراب ان كلا من الوزيرين باول وكيري قد استخدما في روايتهما بالنسبة للعراق في العام 2003 وسورية في العام 2013 نفس المصطلح الاستخباراتي لتضليل الرأي العام الاميركي والدولي وهذا المصطلح هو حرفيا ما سماه الوزيران بمعلومات ذات مصداقية عالية.‏

وحول تصريحات كيري قال الجعفري: نود توضيح مايلي:‏

1 -ان لسورية دولة وحكومة وشعبا مصلحة وطنية في كشف الحقائق المتعلقة بادعاءات استخدام السلاح الكيماوي في سورية وانطلاقا من تلك المصلحة الوطنية فقد توصلت الحكومة السورية مع الامم المتحدة إلى اتفاق للتحقيق بثلاثة مواقع من بينها خان العسل ومن ثم سمحت لبعثة التحقيق بزيارة المناطق التي شملتها الادعاءات الجديدة في ريف دمشق وأود احاطتكم علما بان الحكومة السورية قد ارسلت بتاريخ 28 اب 2013 طلبا جديدا إلى الامين العام للتحقيق في ثلاثة حوادث تعرض فيها عناصر من الجيش السوري لاستنشاق غازات سامة في ريف دمشق.‏

2 -ان من يحشد الاساطيل والجيوش ويحضر صواريخه للعدوان على سورية الان هو نفسه من عارض اعتماد مشروع قرار سوري في مجلس الامن بتاريخ 29 كانون الاول 2003 عندما كانت سورية عضوا غير دائم في مجلس الامن انذاك وذلك لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من جميع اسلحة الدمار الشامل هذا الطرف نفسه هو من عرقل قرار مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي لعام2010 بعقد مؤتمر الخاص بانشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية وكل اسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الاوسط وذلك حماية لتنصل إسرائيل من استحقاقات قرار هذا المؤتمر.‏

3- لقد تحدت الحكومة السورية الادارة الاميركية اظهار دليل واحد ذي مصداقية على الادعاءات باستخدام السلاح الكيماوي لكن السيد كيري ظهر على الملأ مستندا على ما سماه معلومات عالية المصداقية معتمدا على صور مفبركة من الانترنت:واما الادعاء حول اتصال لاحد الضباط السوريين بعد الهجوم المفترض فهو لا يليق بحجم الامكانيات الاستخباراتية المفترضة لدولة مثل الولايات المتحدة الاميركية.‏

4- لقد صرحت الامانة العامة للامم المتحدة نفسها مرارا ان اثار استخدام اي نوع من الغازات السامة لا يذهب بمرور الزمن والدليل على صحة ذلك قيامها بارسال لجنة التحقيق بعد خمسة اشهر من طلب الحكومة السورية التحقيق في قضية خان العسل وبالرغم من ذلك فان الحكومة السورية لم تتأخر بالسماح بدخول لجنة التحقيق إلى مكان الهجوم المفترض بل جرى ذلك خلال 48 ساعة من وصول مبعوثة الامين العام السيدة انجيلا كين الممثل الاعلى لشؤون نزع السلاح إلى دمشق.‏

5 -ان تصريح السيد كيري بان لجنة التحقيق ليست من مسؤوليتها تحديد الجهة التي استخدمت السلاح الكيماوي وان مهمتها تقتصر على تأكيد استخدامه من عدمه يأتي لتبرير تجاوز الادارة الاميركية لولاية مجلس الامن: وللتذكير فان الحكومة السورية كانت قد طلبت رسميا في رسالتها إلى الامين العام بتاريخ20/3/ 2013 ان يفضي التحقيق إلى معرفة هوية الجهة التي استخدمت السلاح الكيماوي في خان العسل ولكن هذا المطلب السوري اصطدام انذاك برفض من قبل وفود كل من الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا.‏

وقال الجعفري لقد كان العالم ينتظر من الولايات المتحدة ان تمارس دورها كراع للسلام والأمن وكشريك للاتحاد الروسي في التحضير الجدي للمؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 وليس كدولة تستخدم القوة العسكرية ضد من يعارض سياساتها كما كان الجميع يتطلع إلى دور ايجابي للولايات المتحدة من اجل ايجاد حل سياسي سلمي للازمة في سورية بقيادة سورية وظن العديد من الدول ان الولايات المتحدة لن تقع في نفس الاخطاء التي وقعت فيها لتبرير عدوانها على العراق وليبيا ودول أخرى وفي المقابل ابدت الحكومة السورية استعدادها رسميا وعلنا للمشاركة دون شروط مسبقة في مؤتمر جنيف 2.‏

وتابع الجعفري: يأتي هذا الموقف السوري استكمالا للنهج المنفتح التي تعاملت به الحكومة السورية مع كل المبادرات الصادقة الدولية والاقليمية لحل الازمة في سورية ومن البديهي ان من يرد حلا سلميا في سورية لا يحتاج إلى التصريح علنا نيته تزويد المعارضة المسلحة بالسلاح النوعي بغية تغيير موازين القوى العسكرية على ارض الواقع بل يحتاج إلى ارادة صادقة للدفع باتجاه انجاح الحوار الوطني الشامل دون شروط مسبقة والى اعمال الدبلوماسية لحل هذه الازمة.‏

واوضح مندوب سورية في الامم المتحدة ان حكومة الجمهورية العربية السورية حريصة كل الحرص على سلامة ابناء شعبها وصيانة سيادتها واستقلالها السياسي ووحدة اراضيها والدفاع عن النفس ضد اي عدوان وان هذا الحرص هو حق تكرسه احكام ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.‏

واختتم الجعفري رسالته بالقول: ان الحكومة السورية تدعو الامين العام للامم المتحدة إلى الاضطلاع بمسؤولياته من اجل المحافظة على احكام الميثاق وبذل مساعيه الحميدة من اجل منع اي عدوان على سورية والدفع قدما باتجاه التوصل إلى حل سياسي سلمي للازمة السورية كما تدعو مجلس الامن إلى التمسك بولايته والحفاظ على دوره كصمام امان يحول دون الاستخدام العبثي للقوة خارج اطار الشرعية الدولية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية