تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مسرحياً.. مسرحيون سوريون يكسرون التقاليد

ثقافة
الأربعاء 17-6-2015
آنا عزيز الخضر

هل استطاع الشباب المسرحي السوري القيام بواجبه تجاه الوطن؟

كيف كان اندفاعهم ضمن هذه الساحة الإبداعية؟ وكيف ترجموا مشاعرهم ورؤيتهم منجزا ثقافيا يقول: نؤمن بالوطن وقدرته، ونتدافع لنصرته على كل الجبهات...‏

حول ذلك تحدث مدير فرقة نهاوند المسرحي (محمد خليل) قال: من تجربتي لإدارة الفرقة (نهاوند) للفنون الفرقة الشبابية، التي تعمل بكل حب على تجاوز العقبات والأزمات، وتقدم صورة مسرحية شابة على أكمل وجه، معنونة بالتجربة والثقة بالنفس والمحاولة.. من هنا ومن خلال تعاملي مع شباب سورية، وجدت أن الشاب السوري له دوره الكبير في تحدي المعايير الثقافية،من خلال تعامل مختلف مع المستجدات.‏

شبابنا.. يسعون إلى إسباغ الصورة الحقيقية، القادرة على بلورة كثير من تفاصيل العمل الثقافي معنويا وماديا، لإيصال صورة حضارية لكل بلدان العالم، فالشباب هم أهم عناصر البناء في كافة المجالات، وعشنا مؤخرا عروضا مسرحية شبابية مقنعة وممتعة.‏

مما لاشك فيه أنه وخلال الأزمة السورية والحرب المقيتة، لايقل الفعل الثقافي عن المجالات الأخرى تأثيرا، ما يلقي على عاتقنا كشباب، تقديم عروض مسرحيه، تحمل التوعية، وتسلط الضوء على الأمور المبهمة، وكشف خفايا الحرب. مطلوب منا كشباب في هذه المرحلة والمراحل القادمة العمل على بناء فكر ثقافي متحضر، يكمل رسالة أوغاريت، ويضيء على ثقافتنا العريقة....‏

ما اشتغلنا عليه عبر فرقة نهوند للفنون، يترجم مسؤوليتنا الحقيقية، لإظهار عمق الأزمة السورية وخطر التنظيمات الإرهابية... وقد قدمنا سابقا عرضا مسرحيا بعنوان (شيزوفرانيا)، وآخر بعنوان (أبجدية العذاب) وغيرها من العناوين. هدفها الأساسي إيصال رسالة تتضمن نشر الوعي ضمن صفوف الناس، سواء في إصلاح الذات أو مسؤوليات الوطن أو غيرها. وحاليا نحضر لعمل مسرحي بعنوان (الذي لاياتي) الغاية منه نقل معاناة المهاجرين السوريين بابتعادهم عن الوطن.‏

نحن مستمرون في تقديم الأعمال المسرحية، للقيام بمهمتنا ومسؤوليتنا الثقافية، للخروج من القوقعات الفكرية، وتوسيع المساحة الذهنية لفهم الأمور بطريقة أوضح، لأن مهمة الثقافة في محاربة الإرهاب، ليست أقل أهمية من مهمة السلاح، وحتما ستنتصر بلد، أثبتت قوتها ميدانيا وفكريا، وهذا ما شكل درعا منيعا، سيبقى سدا عظيما أمام كل حرب خارجية ومؤامرة.‏

ما يميز الشباب السوري إصراره على العمل تحت أي ظرف أو ضغط مادي أو نفسي. لأنه مؤمن أنه يريد العمل وإنجاز شيء من لاشيء، ومهما قلنا لن نستطيع إيجاز إصرارنا وتحملنا مسؤوليتنا تجاه الوطن.‏

أيضا تحدث عضو الهيئة الإدارية في جمعية (نحنا الثقافية)وعضو بفرقة خبز المسرحية الأستاذ (سليم صباغ) فقال: عمل الشباب المسرحيون على كسر مسرح النخبة، وقدموا أعمالا كثيرة، ولهم محاولات متميزة، رغم الظروف الصعبة ورغم الحاجة إلى الدعم، لأن المسرح ذلك الوسيلة الثقافية لها دورها وفعاليتها في التأثير على المجتمع، وإن تردد دوما بوجود أزمة مسرح في سورية، لكن المتابع يدرك أنه لم يكن هناك أزمة مسرحية، بل يعرف تماما أن السبب هو الدراما التلفزيونية، وقد انحسر لصالحها، وإن أثرت أزمة النص، وتم الاستعانة بأجنبية ومترجمة، وهذا برأي أدى إلى استيراد مفاهيم وأفكار مثل العبث، وهذا لم يكن لصالح مسرح الشباب، فافتقاد النص المحلي هو الأزمة، ما أدى الي الابتعاد عن الواقع، طبعا باستثناء تجارب مسرحية كثيرة..‏

المسرح موجود، وأنجزت عروض مهمة في دمشق وفي عدة محافظات، مثلا المهاجران، مسرحية (السيدة روزالين) وغيرها من العروض، التي أنجزها شباب مسرحيون، ولابد من القول بأنه للمعهد العالي للفنون المسرحية دور كبير في رفد الحركة المسرحية، وقد امتلكوا الخبرة الأكاديمية وهؤلاء يحتاجون الدعم حتى لا يأخذهم التلفزيون، وقد رأينا ان الجمهور السوري، ازداد إقباله على المسرح، ومن وجهة نظري يفترض الابتعاد عن المباشرة في الطرح لموضوعة الحرب، وإن كان هناك ضرورة للمعالجة، إلا أن طريق المسرح إلى النجاح عبر ترسيخ مسرح يحمل الأمل دون المباشرة، ولابد من التذكير بأن جمعية نحنا الثقافية تحتضن الشباب في مجال المسرح عبر فرقة خبز، وتأخذ بيدهم لإخراج إبداعهم إلى النور في الإخراج والتأليف والتمثيل وكل العناصر المسرحية.‏

أما الشاب (فادي محمد) من فرقة خبز المسرحية قال: تجربتنا المسرحية تعكس حالة مسرحية، تطورت مع تطور الأزمة خلال الأربع سنوات. عشناها جميعنا كشباب بمختلف أعمارنا وحالتنا في المجتمع السوري، وقد نقلت تجربتنا المسرحية حقائق كثيرة مرتبطة بأزمتنا تلك، إذ سعينا كشباب أن نعكس كل ذلك عبر المسرح، وكان عبر العرض(تحت جسر الثورة) قضايا وهموم كثيرة، تم اختزالها مثل، السفر، اللجوء،الغلاء، الزواج المدني، وكلها حوارات شارك الشباب المسرحي السوري بتصويرها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية