تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في كتاب «وجوه شعرية من العالم».. إضاءات على تجربة الشاعرة سوزان ابراهيم

ثقافة
الأربعاء 17-6-2015
فاتن دعبول

ورود متناثرة وابداعات تنتمي إلى خمس وعشرين بلدا يكتبون بإحدى اللغتين العربية والفرنسية أوكلتيهما حاولت الأديب محمد صالح بن عمر أن يختارها بعناية فائقة من خلال مشاركتهم على وسائل الاتصال الاجتماعي «الفيس بوك»

بعد أن اخضعها لغربلة دقيقة بقصد اصطفاء ما هومقنع منها وجمعه في كتاب متعدد الاجزاء مخصص كل جزء منه لشاعر أولشاعرة، فكتم هذا المنجز المتميز بعنوان «وجوه شعرية من العالم» توقف عنده الأديب محمد صالح بن عمر ضمن فصول عديدة تضمنت ترجمة موجزة للشاعرة سوزان ابراهيم واضواء على تجربتها الشعرية كما توقف أفضت بنا إليها القراءة السريعة لمجموعتها «كثيرة انت» إلى ان تجربة صاحبتها في حدودها تتأسس على أزمة حادة في تمثل الذات الشاعرة لنفسها ومحصل هذه الأزمة أن هذه الذات تتراءى من ثلاثة دروج متزامنة النشاط، الأول فكري مذهبي (النسوية بمفهومها الأكثر تقدما) والثاني نفسي (استعلاء، هشاشة) والثالث ذهني (قلق وجودي) وكل جزء من هذه الاجزاء في صراع مع خصم خارجي أوداخلي، فالجزء الفكري في مواجهة لا هواد فيها مع العقلية السائدة والجزء النفسي يتوزعه شعوران متناقضان، والجزء الوجودي في عراك مع العبث واللامعنى، وهوما أطلق عليه بالذات المتفجرة.‏

استطاعت الشاعرة أن تصور هذا التجزؤ بلغة عالية الشعرية لما تتمتع به من قدرات تخيلية اتاحت تنقية خطابها من الدلالات المرجعية الفجة مقابل التكثيف والايحاء.‏

كما تضمن الكتاب قراءتين لقصيدتين للشاعرة الأولى بعنوان «نحن الفقراء» تقول:‏

نحن الفقراء..‏

أبناء الجارية التي هدها التعب، فولدنا عصبا عنها..‏

عنا نحن الذين اخذوا من حبل سرتنا خلايا جذعية..‏

ليرمموا كل مبتور في الوطن..‏

والنص الآخر حلزونات الخوف، تقول:‏

حين رفعت الغطاء عن سقف حلقي..‏

فاجأتني حلزونات الخوف.. وطحالب الوجع المخنوق‏

خشيت السير بين الجموع دون سقف لحلقي..‏

وأنا اعبر نفقا طويلا بين عظامي ولحمي‏

يا نجمة الصبح.. اعيريني بعض ضوئك..‏

لأسير في هذا الليل دون سقف..‏

وضم الفصل الأخير نماذج من ترجمات لقصائد الشاعرة سوزان ابراهيم ومن هذه القصائد طرقات العالم، يا للغرابة، اشتريت الورد طفلا وفيها تقول:‏

اشتريت الورد طفلا‏

لأرقب نموه لحظة بلحظة.. لأدعي‏

أنني أمه بالتبني..‏

ومن قصيدتها في دمشق نقتطف:‏

في دمشق.. أعلنت اشجار الفلفل البري نفيرها العام‏

ثمة امرأة استقالت.. من منصب مرموق في سلطنة الحب..‏

خشية اغتيالها على حين موعد..‏

في دمشق أعلن الحمام في ساحة المرجة‏

انشقاقه عن فتافيت خبز..‏

الشاعرة من مواليد حمص، تخرجت من جامعة البعث، كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية.‏

مارست العمل في مجال الترجمة، كما عملت صحفية في جريدة الثورة من عام 2004-2014.‏

في رصيدها عدد كبير من التحقيقات الصحفية والمقالات والزوايا، عضوة اتحاد الكتاب العرب وجمعية القصة والرواية.‏

تشغل الآن مديرة للترجمة في وزارة الثقافة هيئة الكتاب السورية، من أعمالها الشعرية «لتكن مشيئة الربيع، كثيرة انت، اكواريل».‏

وفي القصة «حين يأتي زمن الحب، امرأة صفراء ترسم بالأزرق، لأنني.. لأنك».‏

يقع كتاب «وجوه شعرية من العالم» في 169 صفحة جزء منه باللغة الفرنسية، تأليف محمد صالح بن عمر، منشورات دار اشراق للنشر، تونس 2015.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية