تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الضمير الإنساني «الساقط»!!

مجتمع
الأربعاء 17-6-2015
غصون سليمان

يتنقل بين الأمكنة مرعباً ومرتعباً من بين الشقوق والدروب وكل الفضاء المؤدي إلى حيث هم في منازلهم ومدارسهم ومؤسساتهم ووظائفهم ..قذائف حقد وصواريخ موت ومدافع جهنم ..مفردات مسلسل يومي بات الأبرز في صور ومشاهد أيامنا ..

لونه دمار وخراب وموت مجاني بالجملة لأطفال ونساء ورجال وشباب ..وجروح سورية نازفة لاتكفيها كل مصانع أدوية العالم لشفاء بعض ألمها أو للتخفيف من وجع أجساد وأرواح أبنائها..‏

بالأمس واليوم وكل ساعة يحاول إرهاب العصر الموصوف أن ينال من عزيمة السوريين من أرواحهم وأنفاسهم ورزقهم وأحلامهم بالبقاء على قيد الحياة دون تشويه ..إنه الإرهاب الداعم لشهية قتل هؤلاء الأبرياء على مرأى العالم دون استثناء ..‏

حكومات ودول ومنظمات عربية وأجنبية وأدوات مستخدمة ومستعملة خارج فضاء التاريخ والبشرية شرعتهم القتل حيث يجب أن يوظف لينشر الرعب والذعر والخوف الدائم من أسرار الحياة وما تخبئه من مفاجآت ومواصفات ..‏

تمهل أيها السواد..توقف ..آن لك أن تقبر وتدفن وتسحق هنا.. في هذه الأرض بعدما استقال الضمير العالمي الساقط من إنسانيته وأخلاقيته وهو الذي يوظف كل ألوان بشاعة مصالحه ورغبته في استعباد الشعوب كل على مقاس المنفعة والحصص المجمعة والمفتتة ..‏

فدمشق وحمص وحلب وحماة وإدلب ودير الزور والحسكة ودرعا والسويداء وكل ذرة تراب في الجغرافية السورية لن تغادر هيبتها ولن ترضى بالثوب الناقص الذي لايستر كامل حيائها وعفتها وشرف جسدها ..‏

عذرا أطفال سورية ستكتب على جدران رياض أطفالكم وترسم في لوحات تعابيرها أنكم ضحايا التمدن العالمي المتوحش الذي تجمل كثيرا بصباغ الكذب والمتاجرة بشعارات حقوق الطفل وحقه في الحياة وأن يمارس اللعب والنوم بهدوء ..ستبوح أسرة مخادعكم بماذا كنتم تحلمون وأنتم تقارعون سطوة الجهل بأقلامكم ودفاتركم وضحكاتكم البريئة وأنتم تغردون في كل مساحة من أرض سورية الوطن ..‏

عذرا شباب سورية.. نساءها ، طلبتها ،وموظفيها وعامليها بكل مهنهم .. سيندم الأوغاد يوما على أنهم كم كانوا أغبياء يوم حاولوا امتحان عزيمتكم والغور في تفاصيل حبكم وعشقكم لأرض وعلم وهواء سوري نقي حتى العظم ..ألم تحولوا قتامة المصير إلى مفتاح عبور لبوابات الأمل والمستقبل ..ألم تبدلوا وتغيروا من وعن سماء ساحات الوطن ألوان الغيوم الداكنة ولوحات السواد العابرة ، والتي حاولت أن تستوطن في الركائز والأركان ..لكنكم أفشلتم بقدرة الحب والولاء مع كامل نسيج المجتمع السوري بغاء الإرهاب وسطوة القوة وأحلام الطغاة ..‏

تنقل أيها الموت الإرهابي واخطف من الأرواح ماشئت ..وعربد كما يحلو لداعميك أن يروا المشهد الذي يروي نزعاتهم الدنيئة في هذه الأرض السورية ..فلكل حقبة استعمارية وإجرامية أجل محتوم بالهزيمة والاندحار ..طالما هناك سوري واحد يتنفس أوكسجين الكرامة ..فكيف بجيش عربي سوري أقسم بروحه ودمه وأبرّ بهما في مساحة الوطن والشرف والإخلاص ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية