تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دماء شهدائنا تحفظ قدسية خبزنا

مجتمع
الأربعاء 17-6-2015
غانم محمد

أكثر ما يتعبك أن تخاطب من لا يفهمك، وأكثر ما يؤلمنا هو أن يكون بيننا من يتنكّر لكلّ ما هو جميل، أو أن ينكر كلّ ما تقدّمه الدولة وينخرط تلقائياً في ركب أي كلام مدسوس على مواقع التواصل الاجتماعي أو يترك العنان للشائعات والمحبطات تتجوّل في فكره دون حسيب أو رقيب..

نصارح أنفسنا فنقول: الحمد لله، الخبز بقي متوفراً ولم نفتقده يوماً إلا في مناطق كان الوصول إليها مستحيلاً ف «ينطّ» أكثر من شخص ليردّ قائلاً: أي خبز، وهل ما نأكله خبز؟‏

نعم يا أخي إنه أشهى أنواع الخبز المقدّس لأنه يصلنا ويتوافر لنا رغم كل محاولات التكفيريين وأسيادهم منعه عنّا سواء بسرقة القمح والطحين أو بحرقه أو بتخريب الأفران أو باستهداف من أصرّ على البقاء على رأس عمله في هذه الأفران، وهو الخبز الأقدس لأنه عُجن بعرق ودماء أبطال جيشنا الذين عاش بعضهم على الصبر وأوراق الشجر بعض الوقت من أجل الرغيف الذي يزيّن موائدنا فهل لونه أهمّ من حضوره؟‏

ونعترف بالحقيقة فنقول لو أن ما نتعرض له تتعرض له دولة أوروبية أو حتى الولايات المتحدة ربما لعجزت عن دفع رواتب موظفيها فيتسابقون للردّ: الله لا يحزنك على هذه الرواتب، ف «الكحتوت» لا يكفيه راتبه عشرة أيام!‏

هذا الكلام صحيح لكن ماذا لو غاب هذا الراتب ونحن في حالة حرب ضد الإرهاب وضد تجار الأزمة؟‏

ما زال في الكأس أكثر من نصفه فلماذا لا نرى إلا فراغه ولماذا لا نحاسب أنفسنا على التقصير في أكثر من مجال؟‏

لسنا في حالة مثالية ولا نعيش أجمل أيامنا، ولكننا نحافظ على أهم ما يميزنا كبشر ونعني كرامتنا.. إن كان بيننا من فُطر على الخبز السياحي فما زال طعم خبز الذرة وخبز التنور المبالغ بسمرته في حلوقنا وقد عاشت عليه أجيال فهل نتخلى عن الحياة لأن جودة الخبز لم تعد كما كانت؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية