تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الجنوب... والمعركة الوطنية في الجبهة الواحدة

متابعات سياسية
الأربعاء 17-6-2015
بقلم الدكتور فايز عز الدين

وَرَدَ في المأثور من التاريخ، أن الحبرَ أو المدادَ لا يكتب التاريخ، إنما ما يكتب فقط هو الرجولة، والدم، والتضحيات. وكذلك الحبر والتبجيل لا يحمي الوطن من أعداء الخارج، والداخل،

وإنما الوقفة المشتركة على قلب رجل واحدٍ، وبأيدٍ وطنية موحّدة. وأخيراً لا يستطيع أحدٌ أن يتكفل بحماية الجغرافية الوطنية على اتجاهاتها الأربعة ما لم يكن الشعب هو الجبهة الحقيقية في هذه المواجهة.‏

معادلاتٌ في الميراث البشري على هذه الأرض حدّدها، وشكّل أبعادها الشعب الذي تعاقد على حب الأرض، وصون العرض، وليس لهما من سبيل إلا الوقفة بقلب الموت حتى تفتح من جوائه بوابات الحياة. هي لحظة نراها الآن في كل نقطة ساخنة على مساحة الوطن الغالي، وتتردّدُ أُنشودتها حول مطار الثعلة ( تربة وطنا وما نبيعا بالذهب ). نعم هو الإنسان السوري، المواطنُ المجبولُ بعبق التاريخ على هذه الأرض الذي يعرف كيف هزم أجدادُه العثمانيين والفرنسيين، وكسروا شوكة الصهاينة الغزاة، وقطعوا دابر الفتنة الطائفية لتصبح الوطنية عقيدة الدين والسياسة، ويصبح التدين التطرفي ليس له أدنى صلةٍ بضمير الناس. إن الواقفين الآن على الأرض المتاخمة للمطار يعلنون بأنهم يدفعون العدوان عنهم وعن بلدهم وأهلهم، وذويهم فهم قوة حق برعاية خالق البشر، ويؤكدون على أن الاستهداف الواضح للأرض التي عاشوا عليها ويبنون مستقبل أولادهم بالدم، والعرق والأضاحي. والمستقبل المظلم الذي لا يُنتظر منه أيُّ بقعة نورٍ لا يمكن أن يقبلها أهل الجبل الشامخ بالوطنية العامرة. وقد رفضوا كل ادعاء بحمايتهم من غير دولتهم التي بنوها، وشيّدوا لها، ومن غير القوة الوطنية المتمثلة بجيشهم الذي يتشكّل من أبنائهم.‏

إن المواطن في السويداء كما في كل سورية لديه من الوعي ما يكشف النوايا الخبيثة تجاهه، ويكشف المخطط التهجيري له حتى يفتقد آخر ذرة من إنسانيته، وكرامته، ولذا فقد جاء قراره نحن أصحاب الأرض، ونعرف عليها ما الذي يحمي سيادتها، واستقلالها، وعروبتها، وبقاءها جزءاً غالياً من جغرافية الوطن الكبير. ولقد حدّد المواطن السوري معركته، وعرفها بدقّة مع مَنْ، ولا تستطيع أساليب الإرهاب، وفضائيات سفك الدم السوري، وكذلك سياسيو الارتهان العميل أن يزعزعوا ثقة هذا المواطن بنفسه، ولا بوطنه، ولا بدولته وجيشه، وهو قارئ جيد لما حصل ويحصل على خارطة بلده حين تصبح الكلمة للغرباء من قطعان التكفيريين، وآخرها في قرية قلب لوزة، ويعرف مطامع الصهيونية في استعبادنا جميعاً ويعرف كي يحمي بيته، ومنطقته، ومدينته والوطن الغالي.‏

إن كلمة التحول الكبير الذي تشعُّ ضياءاته من الأرض المقدسة في المطار، وما حوله تكشف عن الشمس السورية حين تخترق موكب الفجر لتنشر خيوطها التي تطارد الظلام على الرقعة الطاهرة لسورية الخلود، والأمجاد. وكما استطاع المواطن في كل سهلٍ وجبلٍ ووادٍ من القلمون إلى الحسكة تحقيق النصر يصرُّ المواطن في السويداء على أن تتشابك سواعده مع أهله في الوطنية السورية التي كتبت التاريخ بالدم، وبعناد الأبطال في كل ميدان لمواجهة أعداء الوطن، والله. والرسالة واحدة عند جبهات الشعب العظيم تُفضي إلى أن الذي قام بتجميع قطعان إرهاب الكرة الأرضية، وفتح لها طرق الدخول إلى بلدنا من تركيا، وإسرائيل، والأردن، وبادية العراق والسعودية لن يجد فينا سوى الصمود في خنادق بيوتنا، وقرانا، والمدائن السورية وقالها لنا الأجداد: لن يمرّوا...‏

لذلك كلمتنا اليومَ: أجدادنا كانوا أسيادَ حياتهم، والتاريخ، ونحن على آثارهم مقتفون.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية