تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاحتواء والاستثمار

البقعة الساخنة
الأربعاء 17-6-2015
أحمد حمادة

كل من يتابع تطورات الأحداث المتسارعة في المنطقة يدرك أن الولايات المتحدة هي من أسست تنظيم داعش الارهابي ومولته ودعمته وإن ادعت لاحقاً أنها تحاربه, فهي من أطلقت قياداته من السجون وهي من استثمرته ليتمدد في سورية والعراق, والتسريبات الاخيرة التي نشرتها الصحافة الأميركية والمتخمة بالوثائق تؤكد مانذهب إليه.

وفوق هذا وذاك فإن تصريحات المسؤولين الأميركيين المتتالية عن حاجة بلادهم لعدة سنوات لمحاربة التنظيم ناهيك عن تصريحات أخرى تدعو الى احتواء التنظيم واستثماره إلى أقصى حد ممكن تؤكد جميعها هذه الحقيقة.‏

واليوم تبرز إلى الواجهة أصوات أميركية عديدة تدعو علناً إلى احتواء التنظيم بذريعة قطع الطريق عن تقدمه وتمدده, مثل دعوات اساتذة في جامعة هارفارد, ومسؤولين في الاستخبارات والبنتاغون فضلاً عن مستشاري البيت الأبيض والخارجية, والتي تؤكد أن تياراً عاماً في الادارة الأميركية يتجه إلى هذا الخيار الذي يتحدثون عنه.‏

والواقع فإن قصة الاحتواء المزعوم ليست بعيدة عن الاستراتيجية الأميركية حيال المنطقة, فالإدارة الأميركية أساساً أنشأت هذه التنظيمات المتطرفة لتحقيق اجندتها ثم زعمت أنها أسست التحالف الدولي لمحاربتها في حين تشير الوقائع إلى عكس ذلك.‏

فلا الاحتواء ولا الدعم المباشر وغير المباشر بعيد عن هذه الاستراتيجية التي لايمكن لها ان تحارب التنظيم الارهابي لانها التي أوجدته ورعته وتستثمره اليوم في جميع الاتجاهات!!.‏

ahmadh@ureach.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية