تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«ذهباً»... هو الصمت..!!

على الملأ
الأربعاء 17-6-2015
شعبان أحمد

دائماً.. ومع قدوم شهر رمضان المبارك تتسابق التصريحات عالية المستوى بهمّة منقطعة النظير عن ضرورة ضبط الأسواق ومراقبتها..!! وضرورة التدخل الإيجابي من قبل المؤسسات التي تسمي نفسها «إيجابية» للحدّ من طمع التجار..!!

تصريحات أغلبها مكررة.. وأثبتت التجارب أنها لا تعدو «مكون» النظري..‏

أما «العملي» فغلاء.. وفلتان.. وطمع.. يرافقه.. إهمال أو تقاعس أو قلّة حيلة..!! لدرجة أن المواطن بات بتجربته المتواضعة يتمنّى ويطلب «خلسة» من المسؤولين عدم التصريح.. وترك السوق وشأنه.. فعدم الثقة جاءت من هكذا تصريحات نظرية وعدم القدرة على تطبيقها على أرض الواقع.. بل إن المواطن تعوّد بعد كل تصريح لمسؤول ما عن انخفاض الأسعار يقابله في اليوم الثاني غلاء «دوبل»...!‏

من هنا يقول المواطن «همساً» وغمزاً..!! السكوت من ذهب..!!‏

إذاً فالقضية هنا ليست بحاجة إلى معجزة لحلّها.. فقط تحتاج إلى إرادة.. كما تحتاج إلى إداريين أكفّاء غيورين على الوطن.. وليس على مصالحهم الضيقة جداً.. كما ضيق أفقهم..!!‏

فالأزمة التي تمر بها سورية تحتاج إلى تكاتف الأيدي إلى حدّ التشابك بين كافة مكونات الشعب بدءاً من المواطن مروراً بالموظف والعامل والفلاح والتاجر والصناعي.. وانتهاءً بالمسؤول «الواعظ»..!!‏

فالفلاح الذي بقيَ في أرضه وطوّرها ساعد في صمود سورية، وكذلك الصناعي الذي تحمّل وكابَر على الصعاب ومثله التاجر... كل هؤلاء الصامدين يجب على الحكومة مكافأتهم ودعمهم للاستمرار.. وليس التضييق بالروتين والبيروقراطية القاتلة..!!‏

فسورية بحاجة إلى جهد كافة أبنائها.. ويكفي ما خسرته من كوادر ومؤهلات علمية هربت إما «خيانة» أو بفعل الضغط أو عدم التقدير، وهنا يجب أن نفرِّق..‏

فمن ترك سواء تجارياً أو صناعياً وهرب خارج البلد بأمواله وما سبّبه من خسارة مضاعفة لاقتصاد البلد يجب التعامل معه على مبدأ: «من لم يرَني وقت الحاجة.. لا يمكن أن أراه وقت الراحة».‏

أما هؤلاء الصامدون وعلى رأسهم الجيش العربي السوري فلهم منّا السلام والتحية...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية