|
آراء فالتحمي يا وقورة بذاكرتي لملميني بحواسك الفاخرة... وانثريني فيك ومنك... أينك أرتشف أمومتك الطاهرة... لتكف عروقي عن الجفاف ولأكف عن الصراخ توقاً: أريد مريمتي ... اسطعي يتوهج المدى بإشعاعات روحك المغادرة نوراً إثر نور، وعمدّيني بدمعة الفراق تصلبني على نحيب الوجع قافية مريمية البخور.. اذرفيني من طهر قلبك علني أتخثر على هيئة ثكلى ، تبوح بالويل صمتاً له صدى وبلا عويل- ليتوقف القهر عن جرجرتي بنزيف الآه يا أنت... تعرّشي على أهدابي المبللة بك أرقاً يذرفني فلا أنام. واعشوشبي ليالي أشعرها الآن خاوية من دفء الأحلام. الدفء الذي أشعلته ذات طفولة أطلقتني فيها من رحم أمنية بليغة الرجاء بأن تكون أنا.. وتكوني قد نلت... ها أنا من دونك أنثى من وجل، ألوذ في الصقيع فألوب بحثاً عن عينيك سبيلي إلى بريق يعكس عمق ما فيهما ، والوحي الأمل.. ها أنا واليتم يحز أعصابي التي تشتاقك تهدهدين صحو غربتها وجموح لوعتها. بأناملك خضراء العطاء، ناصعة الحنان، سخية الشقاء. وبحزن هو كفها والكف محبرتي.. أشتاقك ، تقفين على عتبة حاضري وتصرخين بكل ما أوتيت من ألق: أيا ابنتي احذري ذئاب الغاب. وإياك والرضوخ لليأس والقلق، وأكاد أفعل لولا أن غادرتني وتركتني أهيم في الضياع وبلا وداع أستجدي فيه أنفاسك ترشدني بزفيرها العبق، والفوح مريمتي. آه يا ريحانة القلب التي وعدتني بأن تهديني فرح الانتظار طمعاً بلقياها - لأنتظر وعلى أحر من الجمر يكويني، كلما غصّ الفؤاد بنار ذكراها... رحلت ، وأنا ما زلت أستعد للعناق الذي ما كان رغم أن الموسم كان ربيع الوعد أن تأتي ولم تأت... لوعتي صرت.. وصلاة روح كم رتلّت الغفران سرها... وكم استعاذت بالرحمن من شر شيطان الأحزان وهيمنة ويلها... والآن... ها أنت.. زئير الألم في قلب شهق الفراق إلى أن بحت دمعتي وإلى أن تاهت في الضلال هيئتي. حتى وكأنني لست أنا من كنتها أو ربّ ما عرفتها. لولا أن مسحت يمينك جرحها وصرخت بي: يكفيك ، ثم أدمعت.. أيا نبض الحياة يخفق في حناياي- أحتاج همسك يردّ لقلبي النقاء ولروحي جدوى الارتقاء أحتاج كلماتك تلاحقني وأنّى تشردت تعيدني إلى صواب اليقين في أناي وإلى رونق النجاة مبتغاك ومبتغاي .. فأينك يا صهيل الجرح يدمي قافيتي؟... أينك؟ .. تربتين على أرقي بهمس من حنان.. وبصوتك المسكون بدفء حزن يقشعر له الزمن المسجّى بالوجدان... وبترانيم كم ثملت من دفئها روحي، من بوحها نوحي- وكيفما شاء العطاء مثلما شئت... تعالي لأسترد عنفوان حياتي المترنحة ما بين القهر والحرمان... ولأهزم غربة أحاسيسي عن الزمان والمكان... لأصمد أمام اعتلال العافة وغوغاء الوجع الذي صلبني على قدري لا ألوي إلا على صمت يمزق في ضجيج الصمت صمتي. تعالي- كفكفي فصول احتضاري بابتهالاتك المقدسة. واغفري انزلاقي في الغم لأستوطنك عالماً من أمومة الأمنيات- عالماً باهظ الدفء أغوص فيه فأغرق ثم أطفو ثم أغرق ليكون فيك موتي. هاجسي كنت. وما زلت .. غصة الحنين تجوب في سهدي فتؤرق الأنين يجتاحني بأسراب طيفك يشعل زمن الحكايا- أتذكرين؟.. أنا ما زلت أذكر. فيا روحي كيف ترحلين وتتركيني معلقة على الذهول وفجيعة الرحيل توقف نبض الوقت في وقتي. |
|