تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


طلاب علم النفس في دمشق.. بين قــدم الكتــب و قلــة العلامـــات واللهـــث وراء المراجـــع

جامعات
الخميس 1-4-2010م
الكثير من القضايا الطلابية تبدو غير مستقرة، أو بعيدة عن التنظيم أو الاهتمام، على الأقل هذا ما يؤكده الطلبة أثناء لقاءاتنا معهم والاستماع إلى مشكلاتهم.

ومن خلال جولتنا في كلية التربية تحدث طلاب علم النفس عن أمور تلامس حياتهم الجامعية من جوانب مختلفة.‏

وكانت البداية حول فترة الدوام خلال الفصل الثاني، التي أصبحت قصيرة ولا تتجاوز الشهر والنصف بشكل فعلي حيث يبدأ الدوام مع بداية شهر آذار بسبب امتحانات طلاب التعليم المفتوح، ويصبح الوقت ضيقاً والضغط كبيراً على الطلاب بين حضور مواد النظري والعملي وتأمين المراجع وتحضير حلقات البحث، ومحاولات الدكاترة إنهاء المقرر خلال هذه الفترة، إذ يعطي أكثر من 50 صفحة في محاضرة واحدة، بطريقة طرح العناوين لا أكثر وما يبقى من الكتاب فهو مقرر دون شرح أو استفسار.‏

ويشير الطلاب إلى أنهم التحقوا بالدوام قبل أسبوع من دوام الدكاترة الذين كانوا باستراحة أسبوعية بعد امتحانات التعليم المفتوح، فكان ذلك سبباً آخر في تكديس المحاضرات وتكثيف المعلومات.‏

المراجع غير متوفرة‏

تتبع هذه المشكلة، مسألة البحث عن المراجع لتحضير حلقات البحث حيث ينتظر الطالب أكثر من أربع ساعات للحصول على الكتاب الذي طلبه من موظفي المكتبات وبالنهاية قد يحصل على مرجع واحد خلال اليوم بأكمله وقد لا يحصل عليه فالكتاب إما معار أو بقسم الصيانة أو غير موجود، (تعالوا بكرة).‏

علماً أن كل دكتور يطلب أكثر من ستة مراجع من أجل حلقة البحث فكل مرجع يحتاج لعشرة أيام للحصول عليه من المكتبة، وبالمقابل دوامنا طويل جداً خلال أيام الأسبوع، وبعد كل هذا العذاب يقوم الدكتور بتقليب أوراق البحث دون قراءتها ويضع العلامة بشكل عشوائي.‏

وبالعودة إلى المكتبات يؤكد الطلاب أن غالبية الكتب قديمة ومهترئة وقد ضاع منها العديد من الأوراق.‏

والمعلومات قديمة‏

والشيء بالشيء يذكر إذ يشير طلاب السنة الرابعة علم نفس إلى قدم المنهاج لديهم والذي لم يلق أي تطور خلال سنين طويلة، حتى إن الدكاترة أنفسهم درسوه عندما كانوا طلاباً ويقولون عنه الآن إنه متخلف وفيه الكثير من الحشو ولاداعي للحفظ منه، وعلى الطالب متابعة المحاضرات الخارجية عوضاً عن الكتاب.‏

ويقول هؤلاء: نحن طلاب سنة رابعة علم نفس، سوف نتخرج دون أن نفهم شيئاً عن ماهية هذا الاختصاص وكيفية تطبيقه على أرض الواقع، لأن الكتاب قديم والمعلومات مكررة ولا تناسب هذا العصر، والدكاترة غير قادرين على ايصال المعلومات الجيدة وهناك الكثير من المواد البعيدة عن الاختصاص مثل مادة طرائق التدريس، والانثربولوجيا، وغالبية الكتب تتحدث عن المجتمعات الأوروبية القديمة، بالإضافة إلى البعد الكبير عن التطبيق العملي، والاعتماد على المادة النظرية التي لا تنفع بمفردها في مثل هذا الاختصاص.‏

طبق الأصل‏

حدثنا البعض عن أوراق امتحانية متشابهة في الإجابة، وهم معترفون بعملية النقل «الغش» ومع ذلك النتيجة طالب ناجح والآخر راسب.‏

أما في حلقات البحث يقوم زميلان في تحضير حلقة بحث واحدة مشتركة لكن كل واحد يحصل على علامة مغايرة عن الآخر.‏

المادة بريئة‏

هناك رسوب كبير بمادة اللغة الانكليزية، وأيضاً على ذمة الطلبة فدكتورة مادة تربية مدنية لا تقرأ الأوراق مطلقاً وبنظرها لا يوجد طالب يستحق التفوق ومن المستحيل أن يأخذ الطالب في مادة أكثر من علامة النجاح إلا نادراً، مع أن المادة سهلة وسلسة وتعتمد على الحفظ والبصم بحسب الأسلوب الذي تقدمه دكتورة المادة.‏

تأخر النتائج‏

حول هذه المشكلة يوضح الطلاب أنهم تقدموا للامتحان قبل انتهاء شهر 12 من عام 2009 إلا أن هناك بعض النتائج حتى الآن لم تظهر، ويسألون لماذا لا تظهر نتيجة كل مادة بعد أربعة أو خمسة أيام من تقديمها ليعرف الطالب ماذا سيفعل حيالها، فقد يستطيع مراجعتها خلال العطلة إذا كان راسباً.‏

ومع ذلك قد لا يكون التأخير بسبب دكتور المادة، وإنما بسبب الروتين في دائرة الامتحانات.‏

كثرة المقررات‏

ويشتكي طلاب السنة الرابعة أيضاً من كثرة المواد فلديهم سبعة مقررات في كل فصل، وهذا يعوق فهمهم لهذه المواد ويعوق تخرجهم كما أن زملاءهم في الأقسام الأخرى موادهم أقل فهي 4 - 5 مقررات فقط.‏

ملزمون بالتدريس‏

أما طلاب السنة الخامسة فقالوا: لاتوجد منغصات عندهم فكل طالب يأخذ حقه من ناحية العلامات، ولكن معاناتهم هي معاناة السنة الرابعة لقسم علم النفس حيث تحدثوا عن المشكلات التي تعرض إليها من سبقهم من الخريجين وهي عدم ممارسة العمل حسب اختصاصهم وتطبيقه والاستفادة منه على أرض الواقع فهم يشعرون بالظلم ويتساءلون عن سبب عدم معاملتهم كطلاب الإرشاد النفسي فهم يذهبون إلى المدارس ويشاهدون الحالات الواقعية من حالات (عدوان، كذب، تسرب مدرسي و...)، ويقومون بزيارات إلى المشافي ويشاهدون حالات الفصام والهيستريا و.. كمشفى ابن سينا ومشفى المواساة، حيث حضروا الجلسات التي قام بها الأطباء النفسيون مع المرضى النفسيين وغيرها.‏

علماً أن قسم الإرشاد النفسي يعتبر فرعاً من علم النفس مواده أشمل وأوسع من الإرشاد النفسي إضافة إلى أن الأولوية لهم في المسابقات والتعيينات، وعلى العكس هم ملزمون بالتعيين في المدارس فقط وتعليم الحلقات الأساسية علماً أنها مهمة معلم الصف (والكلام للطلاب)،‏

ويضيفون: إن الدروس العملية التي يطبقونها محصورة في أخذ حالة معينة والكتابة عنها في حلقة بحث فقط على عكس ما هو مطبق في الدول الغربية التي تعتبر علم النفس الأول.‏

قسم الإرشاد محظوظ‏

وبالمقابل فطلاب قسم الإرشاد النفسي يعتبرون أنفسهم محظوظين لدخولهم هذا الفرع بسبب الكثير من التسهيلات التي يحصلون عليها، إضافة إلى أنه سوف يطبق نظام جديد على الطلاب الجدد في السنة القادمة، وحسب قولهم: سوف يخضع طلاب السنة الأولى والثانية إلى دراسة أربع سنوات فقط وطلاب السنة الثالثة والرابعة سيطبق عليهم نظام خمس سنوات.‏

مزاجية الدكتور‏

أما عن مشكلات الفصل الأول فكانت شكوى على مادة رشد وشيخوخة لطلاب السنة الأولى أن الأسئلة كانت صعبة جداً وغريبة وغير معتادين على هذا النمط، وقالوا إن تبرير دكتور المادة حول انخفاض نسبة النجاح فيها لأنه يريد ذلك حتى لاينجح الطلاب كلهم وليحقق نسبة النجاح المطلوبة منه أولاً.‏

حلقات بحث مكررة‏

ومشكلة أخرى أشار إليها الطلاب هي عدم انتباه الأساتذة إلى حلقات البحث المكررة والتي تعاد كتابتها وتقديمها كحلقة جديدة وتأخذ علامات عالية، في حين من بحث وكتب من الطلاب لحلقات بحث جديدة تأخذ علامات منخفضة، ويقول أصحاب الشكوى إن بعض الطلاب يستسهل الأمر ويشتري حلقات جاهزة سبق أن قدمت في السنوات الماضية ويقدمها على أنها من عمله وعليها اسمه والمشكلة أنها تمر تلك القصة على دكاترة المواد ولا يكتشفون تلك الأخطاء.‏

رد الكلية‏

الدكتور آصف يوسف الوكيل الإداري في كلية التربية في رده على شكاوى الطلاب قال: لا يوجد أي تأخير بالنتائج والدليل أننا قمنا بمناقشة الاعتراضات وهي لا تناقش إلا بعد عرض النتائج بالكامل والمهم الآن أن هذه الاعتراضات كانت تعتمد على جمع العلامات فقط.‏

في هذا العام اعتمدنا تدقيق الورقة الامتحانية وفي حال وجود فقرات غير مصححة يطلب أستاذ المادة ليدققها مرة ثانية، وقد كانت الاعتراضات هذا الفصل قليلة جداً مقارنة مع عدد الطلاب المتقدمين للامتحان فهي لا تتجاوز الاعتراضين لكل مادة.‏

وحول ارتفاع نسب الرسوب أفادنا: إن ذلك يتوقف على مفهوم العالي أو المرتفع فهل نسبة 50٪ نجاح يعني أن الرسوب عال كما أنه من حق الأستاذ أن نحميه إذا كانت نسبة الرسوب لديه عالية لأن المقرر أخذ من قبل الطالب ومن حق مدرس المادة تصعيب الأسئلة لكن ليس من حقه وضع أسئلة غير واضحة وغير مفهومة أو فيها خطأ.‏

وأرى نسبة الرسوب المرتفعة في مادة اللغة الانكليزية تعود إلى مستوى الطلبة لدينا إذ بشكل عام هناك ضعف في هذه المادة.‏

أما موضوع الواسطات أو الرشوة فهو مرفوض تماماً في كليتنا ولا يوجد أي إثبات أن أستاذاً قد ارتشى من طالب ما.‏

وأي خلل يحدث بالكلية يتم التعامل معه من خلال لجنة الانضباط.‏

حركة تعديل الكتاب‏

وفيما يتعلق بقدم الكتاب الجامعي في بعض الأقسام أكد أن هناك مقترحاً لتعديل الكتاب الجامعي وفي هذا العام يوجد حركة تغيير جيدة بالكلية ولكن هناك معلومات أساسية لا تتغير مع الزمن وإنما يبنى عليها معلومات جديدة كما يوجد حالياً حافز لهذا التأليف.‏

14 مادة للنظام القديم‏

أما شكوى كثرة المقررات فهي تعود بحسب ما أشار إلى وجود ثلاثة أنظمة تدريسية وثلاثة امتحانات وهذا يسبب صعوبة كبيرة في قضية التسجيل والتنقلات والامتحانات ولكن الأمور واضحة بالنسبة للطالب، وأن عدد الطلاب الذين حملوا الـ 14 مادة بدل الـ11 مادة هم الذين لم يتجاوزوا السنة الأولى نظام قديم وهذا يترتب عليهم في ظل نظام حديث حمل بعض المقررات التي ليس لها مكافئ في النظام الحديث.‏

وأخيراً يوضح أنه من الطبيعي أن يأخذ الطالب علامة مختلفة عن زميله في حلقة البحث المشتركة لأن هناك جزءاً من العلامة يذهب للحضور وجزءاً يذهب لطبيعة المناقشة ورد الطالب على الأسئلة وهناك درجة توضع للمادة العلمية المطبوعة هذه توضع للطالبين موحدة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية