تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين التحدي والمحاباة!!

شؤون سياسية
الخميس 1-4-2010م
أحمد حمادة

مع أن معظم المحللين السياسيين المتابعين للعلاقات الأميركية الاسرائيلية أكدوا أن للأزمة المثارة مؤخراً حول الاستيطان وجهاً آخر ،

وأن ما جرى لايعدو كونه زوبعة لاتؤخر ولا تقدم وأن علاقات الطرفين لم تتعرض لأي نكسة، ومع أن المسؤولين الأميركيين الذين انتقدوا اسرائيل أثناء زيارة بايدن وما بعدها واعتبروا التصرف الاسرائيلي إهانة لأميركا ارتدوا عن تصريحاتهم تلك وصرحوا أمام الايباك أن أمن أميركا من أمن اسرائيل والعكس صحيح وأنه لا توجد أزمة حقيقية بين الطرفين ، مع كل ذلك فإن لهجة التحدي الاسرائيلية للادارة الأميركية لا تزال هي النبرة السائدة في تصريحات المسؤولين الاسرائيليين وسلوكهم المتغطرس .‏‏

فنائب وزير خارجية الكيان الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان رأى أن الطلب الأميركي بوقف الاستيطان في القدس المحتلة غير معقول ، وقال يجب على اسرائيل الاصرار على رفض المطالب الأميركية بهذا الخصوص ولو بثمن باهظ، معرباً عن ثقته بنجاح مساعي كيانه العنصري لإقناع ادارة أوباما بالعدول عن مطالبها المذكورة مؤكداً على أن المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية في أي حل مستقبلي للصراع، في إشارة واضحة إلى أن حكومة نتنياهو مدركة تماماً أن واشنطن ستظل تحابي سياساتها التوسعية مهما كانت الظروف ، وما جرى مؤخراً خيردليل على ذلك .‏‏

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه حول لهجة التحدي المذكورة والتراخي الأميركي المطلق حيالها هو : أين مصداقية إدارة أوباما بإطلاق المفاوضات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ورفض الاستيطان وتهويد القدس الشرقية ؟! وأين هي الخطط الأميركية حول حل الدولتين وانهاء الصراع في المنطقة إذا كانت ادارة أوباما تحابي حكومة نتنياهو وتذهب مع سياساتها إلى أبعد حدود التأييد والمؤازرة ولا تحرك ساكناً تجاه التصريحات المتغطرسة التي تصدر عنها لا بل إنها تشجع هذه الحكومة العنصرية على ممارساتها وتؤكد للعالم أجمع أنه لا خلافات معها ؟!‏‏

ahmadhamad67@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية