تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الرقص حول السلام ..

الافتتاحية
الخميس 1-4-2010م
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

القوة عنصر هام جداً في العمل السياسي.. وقد تكون العنصر الأهم.. لكن..

أولاً: ليست العنصر الوحيد..‏

ثانياً: الجانب العسكري منها، جانب هام، وليس الأهم..‏

في قضية الشرق الأوسط.. إسرائيل قوية عسكرياً بالتأكيد وهو عنصر القوة شبه الوحيد لها.. في حين تفتقد قوة الوجود التاريخي والجغرافي التي تتمتع بها كل دول الشرق الأوسط.‏

الدول الداعمة لإسرائيل ومنها التي تمارس هذا الدعم بحماسة شديدة ومبالغ فيها، كالولايات المتحدة مثلاً، حتى الآن يقتصر دعمها على جوانب عنصر القوة العسكرية فيها بصورة رئيسية، وهي ما لبثت تؤكد وتكرر انشغالها بأمن إسرائيل..‏

نحن لسنا منشغلين بذلك..‏

لكن..‏

لابد أننا منشغلون بأمن المنطقة واستقرارها..‏

ولذلك ننشد السلام العادل الشامل الذي ينهي الاحتلال ويضع الأمور في وضع تعرف معه الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة أن إسرائيل كانت تعلن أنه حلم المنى لها.. أعني أن يتحقق الوجود السلمي لها، في حدود 4 حزيران 1967 دون أي استطالات.‏

فإذا كانت الولايات المتحدة والدول الدائرة في فلكها ولاسيما في الجانب الإسرائيلي منه، تعمل فعلاً لأمن المنطقة واستقرارها وضمناً أمن كل دولها.. فإن الطريق واضح جداً وهو طريق السلام ولا خيار آخر بالنسبة لهذه الدول.. أما بالنسبة لنا فلدينا خيار آخر.‏

القضية لا تحتاج إلى التنظير.. أعني قضية سلام الشرق الأوسط؟! ألا يعلم الغرب أن حديث السلام والجهد والاجتهاد في سبيله قد انتقل من الادعاءات الإسرائيلية ما قبل 1967 إلى الرغبة العربية الأكيدة بعد ذاك التاريخ.. فمن الذي يهدد أمن الآخر؟!‏

هم يعلمون ذلك..‏

ويعلمون أيضاً أنه ليس بالقوة العسكرية وحدها يستطيعون ضمان أمن إسرائيل.. لأنهم بذلك يضمنون حالة لا تقبل الثبات تتمثل بـ: احتلال أراض وتشريد سكان وهو لا يمكن أن يكون ضامناً لأمن أحد.‏

بالحوار هم لا ينكرون ذلك.‏

بالمنطق يعترفون بأن القضية قضية سلام..‏

أما بالفعل فهم لا يقدمون إلا دعم القوة العسكرية وتوابعها لإسرائيل.‏

ويجيئون ويعودون.. ساسة وقادة ومنظرون وباحثون.. يعرضون ويسمعون.. وأهلاً دائماً.. أهلاً بالضيوف.. إنما..‏

إن هذه الحركة المستمرة في تتبع شؤون المنطقة وفرص السلام التي تشير إلى اهتمام مشكور بنا، قد تنتج آثاراً سلبية إن لم تحقق أثراًَ إيجابياً..‏

يعني يمكنها أن تبقى إلى زمن.. حركة دون هدف يجسد حقيقة على الأرض..‏

على الأقل هي تزرع في النفس حالة من تراجع الأمل في السلام.. تصور السلام معجزة صعبة التحقق.‏

السلام سهل جداً عندما تتوفر النيات..‏

وله مرجعياته الواضحة في قرارات الشرعية الدولية، ومباحثات السلام التي جرت حتى اليوم، والأسس التي قامت عليها وفي مقدمتها الأرض مقابل السلام.‏

أصحاب الحراك باتجاه فرص السلام لا نكاد نسمع أصواتهم؟!‏

لماذا لا يصرحون بوضوح: هل هم مع إقامة سلام على الأسس التي حددناها؟!‏

إذا كانوا كذلك... فقد آن الأوان ليرتفع الصوت مدعوماً.. بالفعل..‏

ذلك أسهل بكثير من زج الأساطيل ونقل الجنود والتزود بكل معدات الدمار..‏

a-abboud@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية