|
دمشق
وقال وزير الإعلام عمران الزعبي الذي حضر الندوة: إن هذه الندوة جزء من سلسلة لقاءات مستمرة لمناقشة المفاهيم والمصطلحات المطروحة في الإعلام وتصويبها. بدوره تحدث سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون عن أهمية دور الإعلام في هذه المرحلة التي يقف فيها العالم العربي والإسلامي على مفترق طرق جديدة من النواحي الإنسانية والدينية والفكرية حيث بإمكانه الاختيار بين إشعال الحروب أو المساهمة بإحلال السلام وقيم الحوار والمصالحة وتقبل الآخر. وحذر المفتي حسون من المصطلحات التي يطلقها البعض لأهداف معينة وتسهم وسائل الإعلام بوعي أو دون وعي بنشرها وتبنيها من قبل الشعوب بهدف بث الفتنة والفرقة بينها وتقسيم الدول وأبناء الوطن الواحد، معتبرا أن سورية اليوم تواجه حرب مصطلحات تتطلب من الإعلاميين ورجال الدين الوعي وإعادة تكوين هذه المفاهيم وطرحها بما يتلاءم مع بنية بيئتنا ومجتمعنا وقيمنا وثقافتنا. ورأى المفتي حسون أن الشعب السوري بقيادته وجيشه استطاع الصمود على مدى أربع سنوات لأنه يمتلك جذرا روحيا وفكريا قويا مكنه من مواجهة حرب المصطلحات، وقاعدة أخلاقية قيمية لم تهزها آلاف الخطابات والرسائل الإعلامية المحرضة، معتبرا أن رغبة العالم بالتواصل مع السوريين تزداد يوما بعد آخر لمعرفة سر صمودهم وبقائهم أمة واحدة رغم صرف المليارات لتمزيقهم. وأشار الدكتور حسون إلى وجود تقصير في مجال تأهيل وتخريج دعاة حقيقيين من مدارس دينية تمنح قاعدة مشتركة لكل المذاهب والأديان على قدم المساواة للوصول إلى خطاب ديني مختلف عالمي ومنفتح يتقبل مختلف الآراء والأفكار، وقادر على جذب الأجيال الشابة، داعيا رجال الدين الإسلامي والمسيحي والإعلاميين إلى أن ينطلقوا برسالتهم من فكر إنساني عالمي وليس أيديولوجي أو طائفي. وختم حسون بالقول نحتاج اليوم لوضع فقه الأمة وليس الأزمة لطرح أفكار وعلوم جديدة تواكب التطور العالمي وتعيد النظر بالمصطلحات الفقهية والفكرية الدينية وتخرج من القطرية والمذهبية والعرقية إلى العولمة. ودعت مداخلات المشاركين في الندوة إلى تضافر جهود الجميع لتوضيح المصطلحات والأفكار التي تبثها وسائل الإعلام العربية والغربية ونشر الوعي حول ضرورة عدم استخدامها وتبنيها دون فهمها أو إدراك أهداف مروجيها. وشددت المداخلات على ضرورة العمل على تطوير العمل الإعلامي والديني والثقافي ليتماشى مع التطورات العالمية بما يحفظ الثقافة السورية المتراكمة منذ آلاف السنوات ويضمن مستقبل الأجيال القادمة وقدرة الشعب السوري على المساهمة بالحضارة الإنسانية، مشيرين إلى ضرورة أن تسهم سورية بنشر تعاليم الإسلام المعتدل لمواجهة الفكر المتطرف الذي بات يغزو العالم. حضر الندوة معاون وزير الإعلام وعدد من مديري المؤسسات الإعلامية ومدير الإفتاء العام في وزارة الأوقاف وحشد من الإعلاميين والمهتمين. وتقيم وزارة الإعلام ندوات ولقاءات مفتوحة وحوارات بشكل متواصل مع الكوادر العاملة في المؤسسات الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة لمناقشة آخر المستجدات السياسية والإعلامية، ولاسيما في ظل الأزمة التي تواجه سورية والحملات الإعلامية المضللة الموجهة ضدها. |
|