تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فجر عروبي أصيل

نافذة على حدث‏‏
الثلاثاء 7-4-2015‏‏
عبد الحليم سعود

في السابع من نيسان عام 1947، وعلى مسافة عام تقريباً من أحداث يوم الاستقلال المجيد وجلاء آخر الغزاة الفرنسيين عن أرض سورية،‏

كانت جماهير أمتنا العربية على موعد مع ولادة فجر عروبي أصيل يجسّد طموحاتها وتطلعاتها وأمانيها، ويبعث فيها روح القومية العربية والتجدد بعد حقبتين استعماريتين طويلتين، في ذلك الفجر ولد حزب البعث العربي الاشتراكي.‏‏‏

منذ ولادته وخلال مسيرته النضالية الطويلة كان حزب البعث الأنموذج الأكثر ترجمة لإرادة الجماهير العربية المتطلعة نحو الوحدة والحرية والتحرر من مختلف أشكال الاستعمار وأدواته الرجعية المتخلفة في الداخل، والوعاء الأكثر تعبيراً عن الهواجس والهموم القومية، بحيث استطاع خلال فترة وجيزة أن يخترق الحواجز والحدود ويكتسب الكثير من المؤيدين والمؤمنين بأفكاره وطروحاته على مساحة الوطن العربي.‏‏‏

ولأنه شكّل حاجة وطنية داخلية في سورية لاستكمال مسيرة الاستقلال وبناء الدولة الحديثة القادرة على حماية مكتسبات الجماهير فقد تصدر المشهد السياسي سريعاً بعد انتصار ثورة الثامن من آذار المجيدة عام 1963، حيث شكلت هذه الثورة الأصيلة نقلة نوعية في تاريخ الحزب والدولة لما أنجزته في مجالات عديدة. ومع قيام الحركة التصحيحية المباركة بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد عام 1970 تمكن حزب البعث من النهوض بسورية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ومنحها دوراً محورياً في المنطقة والعالم، الأمر الذي مكنها من اجتياز تحديات خطيرة وتحقيق إنجازات كبيرة في مختلف الميادين.‏‏‏

ورغم مرور 68 عاماً على ولادة الحزب، ورغم الحالة المزرية التي يعيشها عالمنا العربي، ما تزال أدبيات البعث وأفكاره ونظرياته القومية والوحدوية صالحة للتطبيق، بل ربما هي الحل الأمثل لما تعانيه أمتنا العربية من حالات الضعف والانقسام والتشرذم والتبعية، فأفكاره وأدبياته العابرة للحدود والطوائف والمذاهب والأديان والأعراق تشكل البيئة المقاومة لكل أشكال التطرف والتعصب والعنصرية والإرهاب، ما يجعله مهوى أفئدة الشرفاء والأحرار على امتداد الوطن العربي.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية