|
من داخل الهامش نعم، الكتاب في خطر حقيقي عندنا قبل الحرب العالمية الضروس على سورية، فكيف ونحن في اتونها؟ وقد اصبح الكتاب والكلمة سلاحا يستخدم من قبل اعدائنا بغير ما يجب ان يكون، الكلمة التي يجب ان تكون رسولا للحب والامل والسلام والعمل، هي الان موجهة من قبل اخرين لغير وجهتها ولغير ما يجب ان تكون من اجله. هذه الحال، الا تستدعي منا ان نكون على اهبة الاستعداد الدائم لمقارعة الاخر، بالكلمة والفكر ولايكفي ابدا ان نضع خططا لما هو قادم ولما يجب ان نعمل عليه، فالتخطيط والعمل متلازمان تماما، فليس ثمة متسع من الوقت للاحلام الوردية التي طالما سوقناها كثيرا، وما كانت النتائج مشجعة ابدا. اليوم ونحن على بعد ايام من شهر الكتاب و ثمة برنامج جميل وثري وغني دعا اليه اتحاد الناشرين وتمنى على الجهات المعنية بالكلمة والمعرفة ان تعمل عليه، برنامج يعمل على اقامة البرامج التي تشجع على القراءة واقتناء الكتاب، ويدعو الى اقامة المعارض، وهذا امر هام وضروري، لكن الغريب اننا لم نر حتى الان شيئا على ارض الواقع، ونحن كما قلت على بعد خطوات من الاحتفاء بالكتاب. أليس من الواجب العمل ولو بخطوات اولية من اجل هذا الشهر ؟ هل علينا ان ننتظر اليوم المحدد ونبدأ كعادتنا بسكب وصب كل ما عندنا دفعة واحدة الى ان ينتهي البرنامج المحدد، وكفى. الاستمرارية امر مطلوب، ليس من اتحاد الناشرين وحده، انما من جميع الجهات المعنية (وزارة الثقافة - اتحاد الكتاب العرب - وزارة الاعلام - التعليم - التربية - المنظمات - الاهل والمدارس ودور النشر الخاصة التي تشكو دائما من ان سوق الكتاب بسوأ حال)، نعم هذا صحيح لكنكم لم تقوموا بما يجب ان تقوما به من اجل نشر الكتاب، وهو بالمحصلة صناعة كأي صناعة اخرى. من اجل جيل قارىء، ومن اجل معرفة حقيقية، علينا ان نكون اكثر قدرة على الفعل والحركة والتفاعل مع الكتاب والجيل، مع كل ما نعيشه ونعرفه، واملنا كبير ان شهر الكتاب هذا العام له نكهته الجديدة. |
|