تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مناظرة أوباما – رومني .. تركيز على الهموم الداخلية وتأجيل للقضايا الخارجية

شؤون سياسية
الثلاثاء 16-10-2012
فؤاد الوادي

خلت المناظرة الأولى التي جرت الأسبوع الماضي بين الرئيس الأميركي باراك اوباما المرشح عن الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة ومنافسه المرشح عن الحزب الجمهوري ميت رومني ..

خلت من تناول أي موضوع خارجي وتركزت على مناقشة قضايا ومسائل داخلية بحتة كمواضيع البطالة والعجز الاقتصادي ونظام الضرائب والضمان الصحي ، الأمر الذي خلق عدة إشارات استفهام عن سبب تجاهل المرشحين الرئاسيين لقضايا السياسة الخارجية التي تتمتع بشعبية ومتابعة كبيرة في الشارع الأميركي لاسيما قضايا الشرق الأوسط وتحديدا ملف العلاقات الأميركية الإسرائيلية والملف النووي الايراني اللذان يحتويان منسوبا عاليا من الدسم الانتخابي الذي يحتاجه الرجلان في هذه المرحلة الحساسة التي تسبق الانتخابات الرئاسية التي ستبدأ الشهر القادم .‏

وبحسب الكثير من المحللين والمتابعين فإن سبب تجاهل الطرفين لمواضيع السياسة الخارجية وخاصة تلك الأكثر سخونة كموضوع ( النووي الإيراني ) ومايثار حوله من صخب وضجيج عن اقتراب موعد توجيه إسرائيل ضربة الى المنشآت النووية الايرانية .. يعود لتوتر العلاقات الأميركية - الإسرائيلية على خلفية التضارب والاختلاف في وجهات النظر حول طريقة التعاطي مع الملف الايراني حيث يطالب الجانب الإسرائيلي الحكومة الأميركية واوباما شخصيا بالتعامل بحسم وجدية أكثر مع النووي الإيراني ووضع خطوط حمراء لطموحات ايران النووية التي أكدت أكثر من مرة أن طموحاتها لاتتعدى الاستخدام السلمي للطاقة النووية ، فيما تتمسك الولايات المتحدة رغم تحذيراتها وتهديداتها المتكررة لطهران باستخدام كل الخيارات بما فيها الخيار العسكري اذا تجاوزت الاستخدام السلمي للنووي .. تتمسك حتى اللحظة بالخيار السياسي والدبلوماسي والاقتصادي عبر مزيد من الضغوطات والعقوبات اللا متناهية لاقتناعها بعدم قدرة ايران على صنع قنبلة نووية قبل أقل من عامين ، وهذا التوتر في العلاقات أدى إلى عدم استقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما لرئيس وزراء العدو الاسرائيلي خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الأميركية لالقاء كلمته امام الدورة 67 للجمعية العامة للامم المتحدة .‏

إلا أن بعض المتابعين أرجع سبب ذلك التجاهل لتأجيل الطرفين مناقشة وبحث القضايا الخارجية إلى المناظرة التالية بعد أن تكون نتائج المناظرة الأولى التي تعتبر بمثابة الاختبار الشعبي لاوباما و رومني من اجل الاستعداد والانطلاق نحو المعركة الحقيقية أتت ثمارها عند الجمهور الأميركي من خلال استطلاعات الرأي التي تحدد تقدم او تراجع كلا من المرشحين في الشارع الأميركي وهو الأمر الذي يمكن من خلاله لكلا المرشحين بناء معطياتهما الانتخابية ورصد كل مطالب الشعب الأميركي الضرورية والملحة وبالتالي قيام المرشحين برسم خططهم وخطواتهم القادمة في معركتهما الانتخابية التي يتوقع استعارها اكثر فأكثر خلال الايام القليلة القادمة .‏

وفي السياق ذاته فقد كشفت أحدث استطلاعات الرأي التي أعقبت مناظرة اوباما - رومني أن الأسبقية لم تعد للمرشح الديمقراطي باراك أوباما في السباق نحو البيت الأبيض، فحظوظ فوزه تتساوى تارة مع المرشح الجمهوري ميت رومني، وتارة أخرى يتقدم رومني على منافسه بتسعة وأربعين في المائة من أصوات الناخبين المحتملين ، وعزت استطلاعات الرأي ترجيح كفة رومني بسبب تغلبه وتألقه على حساب أوباما في تلك المناظرة .‏

ويقطف المرشح رومني ثمار نجاحه في المناظرة في ولاية أوهايو حيث اجتمع مع حشد من مؤيديه في الولاية التي تعتبر ولاية رئيسية إلى البيت الأبيض ، في المقابل كان الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما على موعد مع مؤيديه في كولومبوس في أوهايو قائلا لهم : ( أريد أن تكونوا جاهزين للتصويت,لأنه لدينا انتخابات علينا الفوز بها)، ويتقدم أوباما بنسبة 51% مقابل 47% لرومني لدى ناخبي هذه الولاية التي لم يخسرها أي جمهوري وصل إلى البيت الأبيض.‏

يذكر أن المناظرة التي استمرت لنحو 90 دقيقة ركزت على الموضوع الاقتصادي حيث هاجم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني، الذي بدا أنه بحاجة للخروج أقوى من المناظرة التي جمعته بمنافسه الديمقراطي الرئيس الاميركي الحالي اوباما حيث استهدف سياساته الاقتصادية التي «سحقت» الطبقة الوسطى الأميركية على حد قوله، وذلك بهدف تخطي تخلفه في استطلاعات الرأي التي توقعت فوز أوباما قبل خمسة أسابيع من الانتخابات الرئاسية ، كما انتقد رومني الهجمات ( غير الدقيقة )، التي يشنها عليه منافسه الديموقراطي باراك اوباما بشأن مشروعه الضريبي، في حين انتقد أوباما بدوره عدم إعلان رومني عن معطيات محددة، قبل أن يتبادل الخصمان الاتهامات بشان الضرائب وإصلاح نظام الضمان الصحي .‏

بدوره الرئيس أوباما اتهم خصمه ب (السير إلى الوراء )، فيما علّق رومني على برنامج أوباما قائلاً : ( إن الرئيس لديه رؤية مشابهة كثيراً لتلك التي عرضها حين ترشح قبل أربع سنوات وهي رؤية لحكومة أكبر حجماً مع المزيد من النفقات والمزيد من الضرائب والمزيد من القوننة )، موضحاً : أن هذا ليس الرد المناسب لأميركا، سأعيد لأميركا الحيوية التي تعيدها إلى العمل .‏

كما قال رومني خلال تبادل الاتهامات مع أوباما إنه عملياً كل ما قاله بشأن مشروعي الضريبي غير دقيق ، مؤكداً أنه من غير الوارد تخفيض الضرائب بقيمة 5 آلاف مليار دولار كما يدعي منافسه الديموقراطي، ووعد بأن مشروعه لن يفاقم العجز الضخم في الميزانية الأميركية ، جاء هذا رداً على أوباما الذي اعتبر أن التخفيضات الضريبية بقيمة 5,4 تريليون دولار التي سيقرها رومني، سيستفيد منها بصورة خاصة الأكثر ثراء، قبل أن يفصح بأن لديه ( نظرة مختلفة) داعياً إلى ( الوطنية الاقتصادية ) .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية