|
حديث الناس فيبتلع المواطن لسانه ويلوك ألمه بانتظار الموعد القريب الذي لم يعرف طريقه إلى التنفيذ رغم كثرة التصريحات ويشد الحزام على معدته بانتظار الفروج المبرد القادم من خلف البحار والمسافات البعيدة لكن ذلك لم يحصل إلى هذا الوقت على أقرب تحديد. حكاية المواطن مع أسعار المواد والسلع المحلية باتت كحكاية ابريق الزيت التي لا يعرف لها نهاية فكلما ارتفعت وتيرة التصريحات بالمحاسبة وعدم التهاون والحزم بتطبيق العقوبات وجدنا أنفسنا أمام حالة تتكرر فصولها كل مرة بشكل أبشع وأكثر وقاحة فلا نجد بين هوامير السوق من يقيم وزنا لتحذيرات الجهات المعنية ولا لعقوباتها ولا حتى للضبوط التموينية التي تراكمت لدى الدوائر المختصة بحق صغار المرتكبين في ظل غياب الرادع الذاتي وتبخر ما سمي بالقوائم السلبية لعدد من المرتكبين والمحتكرين والمتلاعبين بأسعار السلع والمواد الأساسية. قد يتبادر إلى الذهن حديث جمهور المتفائلين عن دور مؤسسات التدخل الإيجابي في الحد من فوضى السوق ولجم ارتفاع الأسعار وتصريحات المسؤولين عن تلك المؤسسات عن عزمهم تنفيذ القرارات والتوجيهات الحكومية بزيادة معدلات التدخل وفتح منافذ إضافية لطرح المواد وبيعها للمواطن بسعر منافس لكننا نسأل لماذا كلما بادرت الدولة ومؤسساتها بخطوة للأمام بما يهم المواطن وجدنا كما هائلا من الخطوات المخربة تسبقها إلى أسواقنا فتحبط المبادرات الايجابية وتفقدها بريقها إن صح التعبير. تطمينات المسؤولين التي اهتمت بأدق التفاصيل حول صفقة الفروج المبرد لم تبرد حدة أسعار الفروج المحلي على الاطلاق بل على العكس فإن الغوص بالتفاصيل جعلنا أكثر لهفة لمشاهدة طحين المسؤولين قبل تصريحاتهم فذلك أفضل بكثير من هروب الثقة بهذه التصريحات في وقت يسرح فيه تجار الأزمات ويمرحون على هواهم. |
|