تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الطّائر

ملحق ثقافي
25/ 9/ 2012
قصة: شادي عمار:-صدّق أو لا!! فصاحبُكَ يرتفعُ سنتيمتراتٍ محسوسةٍ في مجلسه.

-كيف ذلك!؟ هل لديه أجنحةً خفيّةً أم لعلّه ثبّتَ في مؤخّرتهِ جهازَ دفعٍ نفّاث!؟‏

-شاهدْتُهُ بأمِّ عينَيّ يحلّقُ فوق بناياتِ طريقِ «البُكور»!!‏

-كما تُريدين! لكنّه حطَّ على شُرفتي وسألني الوَصْل.‏

-سألتُ البارحة رئيسَ المخفر، قالَ أَحضَروه موجوداً ورفعوه فلقة! لم يتبدّلْ شيء.. ظلَّ يعلو!!‏

-أرجوكَ أن تصمُت!! ماهذا الهُراء!؟ أولياءُ الله الصالحين ولُّوا مذ زمن، هذا عميلٌ لحسابِ جهاتٍ غايةٍ في التطوّر.‏

-»يا عمّي اهدأْ قليلاً وانزلْ، ما بالكَ تطفو كالجيَفِ في المسيل»!؟ والله كأنّكَ تكلّمُ الحائط!!‏

-أجزمُ أنَّ بقاءَهُ بيننا سيخلُّ بالأمنِ الذي نتمتّعهُ سنيناً، من يدري ماذا يُقابلُ فوق!؟ وبما يتحدّث؟‏

-يا جماعة الوضعُ خطير، فهذا الشّيطان قادرٌ إذاً على استراق السّمع، ما يعني تمكّنه من الاطّلاعِ على مانخشى انفضاحه!‏

-قد يكونُ الآن على عِلمٍ بأسرارِ البيوتِ وما نُدبّرُ من مكائد، ولعلّهُ يراكَ وأنتَ تعاشرُ زوجتك!!‏

-كُفُّوا عن اللغوِ ذاك! يجب أن نجدَ حلاًّ.‏

-لاحظتُ تخفُّفِه من الجاذبيّةِ وقتَ ينخرطُ في نقاشٍ محموم حولَ مسألةٍ دينيّةٍ أو سياسيّةٍ أو جنسيّة، يعني حينَ يَلغو في المحظور!!‏

-حتّى وإن كانَ ابنَ أخي، لكنَّ فعلتَهُ الشائنة تلك تجعلني منه براء، ألا فلتحلَّ عليهِ اللعنة!!‏

-خبِّئوني... خبّئوني، كانَ يُسابقُ سربَ عصافيرٍ وقتَ أطلقتُ النارَ عليه، هوَ الآن مُضرّجٌ بالدّماء وسطَ البرية!!‏

-تعالَ أقبّلكَ بين عينَيك!! خلّصتنا من البلوى.‏

-وَحياتِكَ لن يَقربوكَ بأذى، الدّركُ على علمٍ بما يقومُ به هذا الخبيث! ستنجو من المُلاحقة.‏

-سأزفُّ لكَ البُشرى!! لَقد تمَّ تعيينكَ مُختاراً لمحلّةِ «البُكور»، هنيئاً لكَ يا فارسَنا!!‏

-ابقَ يقظاً يا مُختار وسلاحُكَ إلى جانبك! من يدري؟ فقد يحلو لأحدهم أن يطير مرّةً أخرى.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية