تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صندوق النقد ينضم إلى الجوقة... بكين وواشنطن والحرب الباردة – الساخنة

اقتصاد عربي و دولي
الأحد 14-3-2010م
قاسم البريدي

انضم صندوق النقد الدولي الى جوقة المطالبين بكين برفع سعر عملتها , اليوان, فالسيد موريلو بورتوغال نائب مدير صندوق النقد الدولي,

قال مؤخراً إن هناك حاجة لكي تتحرك الصين لزيادة الطلب المحلي ونصحها بألا تعتمد على الصادرات فقط.‏

والحرب التجارية « الناعمة والدبلوماسية « لم تنفك تحتدم بين واشنطن وبكين على خلفية ان هذه الأخيرة تبقي سعر اليوان منخفضا أمام الدولار لمنح صادراتها ميزة إضافية تمكنها سنويا من تسجيل عجوزات تجارية على واشنطن.‏

ويقول اقتصاديون إن قيمة العملة الصينية اليوان أو «الرنمنبي» هي أقل بمقدار يراوح بين 25% إلى 40% من قيمتها الحقيقية مقابل الدولار والعملات الأخرى، وهذه النسبة هي الأعلى منذ العام 2005 عندما تخلت بكين عن ربط عملتها بالدولار وسمحت لها بالتعويم مقابل العملات الأميركية وغيرها.‏

وقد ارتفع سعر صرف اليوان بنسبة 21% منذ ذلك التاريخ لكن منذ تموز 2008 , حينما أعادت بكين ربط يوانها بالدولار حافظت العملة على مستواها عند 6.83 يوان مقابل الدولار.‏

واليوان المنخفض هو من مكن الصين إزاحة ألمانيا عن عرش اكبر مصدر في العالم لتحوزهي على هذا اللقب العام الماضي .‏

والصين تردعلى المطالبات الأمريكية والغربية المتصاعدة لرفع قيمة عملتها الوطنية بالقول إنه يتعين أن يظل اليوان مستقرا بصورة أساسية.‏

وهو مااكده زونغ شان نائب وزير التجارة الصيني , الشهر الماضي, في مؤتمر عن التجارة في برمنغهام حينما صرح إن بلاده لا يمكن أن» تسمح بتعديلات واسعة على اليوان، وأن تقييم العملة الصينية ينبغي أن يكون وفقا للظروف الاقتصادية».‏

ووزارة التجارة الصينية تقول إن الضغوط التي تمارس بهدف رفع قيمة اليوان غير مبررة بدليل انكماش فائض الميزان التجاري للصين بصورة ملموسة في الأشهر الأخيرة.‏

وتشير الوزارة إلى أن فائض الميزان التجاري الصيني انكمش مع الولايات المتحدة الى77.4 مليار دولار العام الماضي بعد أن كان 170.9 ملياراً في عام 2008.‏

والولايات المتحدة هى أكبر دولة مستهلكة فى العالم وبالمقابل الصين هي أكبر دولة مصنعة أيضا، وفي الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي بلغت قيمة التبادلات التجارية بين البلدين 211.8 مليار دولار بانخفاض نسبته 15% بالمقارنة مع نفس الفترة من العام 2008 ،وبلغت قيمة الصادرات الصينية الى الولايات المتحدة 157.3 مليار دولار بانخفاض نسبته 17% ، وبلغت قيمة الواردات الامريكية 54.5 مليار دولار بانخفاض نسبته 12% بالمقارنة مع نفس الفترة من 2008 .‏

خلافات وتحقيقات‏

ورجاحة الميزان التجاري لصالح التنين الآسيوي زاد الخلافات بينهما فقد بدأت الولايات المتحدة 10 تحقيقات ضد المنتجات الصينية من أجل مكافحة الإغراق والتعويضات الحكومية فى مجالات لحوم الدواجن والإطارات والورق المصقول و مؤخرا أنابيب النفط وغيرها من الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة. بينما قامت الصين بتحقيقات مضادة لبعض المنتجات الأمريكية مثل قطع الغيارللسيارات ومنتجات الدواجن .‏

وماتقدم ليس كل ملامح خارطة التجارة الخارجية الصينية فثمة معيقات قد تحد نموها هذا العام وهو ما استشرفته تشو شاو يان مديرة مكتب التجارة النزيهة بوزارة التجارة الصينية بان «مستقبلا معقدا وخطيرا ينتظر تجارة الصين الخارجية فى 2010 نظرا لزيادة المنافسة العالمية والحمائية، ووفقا لتشو، فان 19 دولة ومنطقة أجرت, حتى نهاية تشرين الثاني الماضي 103 تحقيقات ضد المنتجات الصينية. واعتبرت ذلك رقما قياسيا.‏

الدكتور رضا عبد السلام , أستاذ الاقتصاد في جامعة المنصورة نشر مقالا منذ مدة , في صحيفة الاقتصادية عن الأزمة وجذورها بين واشنطن وبكين, اعتبر فيه ان الأزمة بينهما لم تتكشف بعد للكثيرين، وتوقع ان يشهد العالم موجة من الحمائية غير المسبوقة ، وان ذلك «ربما يقوض النظام التجاري الدولي، وسبب ذلك كون المبادلات التجارية الدولية تتم بشكل غير عادل، أسهم في خلخلة هيكل أكبر اقتصاد في العالم، وقاده إلى التحول إلى اقتصاد فقاعي، يشكل فيه القطاع المالي نحو 24 في المائة من الناتج المحلي، في مقابل نحو 14 في المائة للقطاع الصناعي,وكانت النتيجة أن تحولت الولايات المتحدة إلى مستورد صافٍ للسلع، والفضل في كل هذا يعود إلى الصين التي تستحوذ على نحو نصف عجز الولايات المتحدة مع العالم».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية