تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحمقــى مــــن الحيــــوان والنبات

استراحة
الأحد 14-3-2010م
ألف ابن الجوزي عدة كتب تعد من نفائس كتب الطرائف والنوادر في التراث العربي، ومنها كتابه أخبار الحمقى والمغفلين وأهمية هذا الكتاب ليس في الأخبار التي جمعها عنهم وحسب

بل في تلك المقدمة أيضا التي ذكر فيها تعريف الأحمق والمغفل عند اللغويين والعلماء كما حلل فيها أسباب الغفلة والحمق.‏

ومن اللافت أيضا في المقدمة إشارته إلى أن الحمق لا يقتصر على بني البشر بل هناك حيوانات من طيور وبهائم تقوم بتصرفات غير طبيعية هي بمثابة حمق بالنسبة لأمثالها.‏

وأكثر من ذلك يشير إلى نباتات ضرب المثل بحمقها ويقول:‏

وأما ضربهم المثل بمن لا فعل له كقولهم‏:‏ أحمق من رجلة وهي البقلة الحمقاء لأنها تنبت في مجاري السيل‏.‏‏

ويذكر ابن الجوزي حيوانات ضرب المثل بحمقها ويقول:‏

‏‏وأما ذكرهم للبهائم فيقولون‏:‏ أحمق من الضبع وأحمق من أم عامر وأحمق من نعجة على حوض لأنها إذا وردت الماء أكبت عليه ولا تنثني وأحمق من ذئبة لأنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع‏.‏‏

ويذكر الطيور التي ضرب المثل بحمقها‏ويقول:‏

وأما ذكرهم الطير فيقولون‏:‏ أحمق من حمامة لأنها لا تصلح عشها وربما سقط بيضها فانكسر وربما باضت على الأوتاد فيقع البيض وأحمق من نعامة لأنها إذا مرت ببيض غيرها حضنته وتركت بيضها وأحمق من رخمة وأحمق من عقعق لأنه يضيع بيضه وفراخه وأحمق من كروان لأنه إذا رأى أناساً سقط على الطريق فيأخذونه‏،ومن الموصوف بالحمق من الحيوان‏:‏ الحبارى والنعجة والبعير والطاووس والزرافة‏.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية