|
استراحة بل تدرجت بدءاً من إنارة بعض المواقع بإشعال النار ليهتدي إليها سراة الليل، وانتقل الأمر إلى إضاءة جدران القلاع ومن ثم بعض بوابات المدن. أما الشوارع فقد بدأت إضاءتها منذ القرون الوسطى في أوروبا بأن جعل على نواصي تقاطع الطرق الهامة مواقد يغذيها حارس خاص بقطع الخشب فيكون لاحتراقها نور خافت غير ثابت يستدل به العسس في دوراتهم الليلية ويأنس به الخفراء.
ثم تطور الأمر وأنيرت بعض أحياء العظماء والحكام بقناديل الزيت تعلق على أبواب دورهم ثم ازداد عددها تدريجياً فوضعت في الطرق والمسالك المؤدية إلى قصر الملك أو نائبه وكل ذي سلطان أو جاه يسعى الناس إليه تقرباً وزلفى في النهار والليل. وحدث نحو عام 1760م أن رغب فرنسي يدعى شاتوبلان في الحصول على مقدار أكبر من ضوء قناديل شوارع باريس فأضاف إلى جانب كل مصباح منها مرآة من معدن مصقول تعكس ضوءه إلى ناحية الأرض، في الغالب حيث مواطئ الأقدام وخشية الحشرات المؤذية إلا أنه قوبل في أول الأمر بعاصفة من النقد والمعارضة لضرر النور الساطع في عيونهم وأذاه في أعين الخيل التي تجر عجلاتهم ولا عجب فقد ألف الناس الظلام وتعودوا وقنعوا بنور القناديل أو المواقد الخافتة حتى لقد ضجوا من هذه البدعة، ولكنها كانت خطورة موفقة ألفها الناس بعد ذلك وطالبوا بالمزيد من بهجة النور فهب العلماء والكاشفون والمجتهدون يلتمسون تحسين الإضاءة والاستزادة من مقدارها خاصة وقد ظهرت في الأسواق مشتقات النفط وغاز الاستصباح وكشف لا فوازيه سر الاحتراق فاتجهت البحوث نحو كشف الطرق التي تؤدي إلى تمام احتراق الوقود في المصباح وتدبير مسالك من الهواء ليتصل باللهب اتصالاً يذكيه ولا يطفئه. |
|