تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بحثاً عن الحركة .. في « إنت َ و نجمك » ..

فضائيات
الأحد 14-3-2010م
مرة إثر مرة .. وحلقة بعد أخرى .. يخيط برنامج ( إنت ونجمك ) حالة ، يمكن لنا وصفها بحالة يتقصّدها معدّه معن صالح .. ويتماشى مع ذات الغاية فريق العمل وفي مقدّمتهم الفنانة شكران مرتجى ..

التي تبدو سائرة على خطوات المعدّ .. ولاسيما عندما يتسرّب و يرتفع صوته ملقماً إياها معلومة أو سؤالاً أراد طرحه على ضيفه وصولاً لهدفه النهائي .. كي لا تنفلت من بين يديه خيوط اللعبة البرامجية الساعية أبداً تحصيل الجديد .. المثير .. أي شيء ينمّ عن حركة .. خرقاً للعادي والروتيني الكثير ، بل والمتفشي على الشاشة ..‏

البحث عن الحركة .. يؤدي إلى ( المختلف ) الذي قد يخبّئ ( المميز ) .. وسواء اشتمل على المميز أم لا ، المهم أن ذاك البحث يصل إلى ضالته في تفجير كل ما هو حياتي .. حقيقي .. بعيداً عن الجامد .. والنمطي .. إذاً هل حقق ( إنتَ ونجمك ) ديمومة الحركة ، المختلفة عما حوله ..‏

يصعد ويهبط مؤشر الخط البياني في سيرورة البرنامج .. المهم هنا عدم الثبات .. يحركشون .. فنياً .. مهنياً .. وحتى شخصياً في حياة ضيوفهم .. على صعيد كلمتهم المنطوقة مرئياً ..‏

على صعيد آخر.. هو صعيد الكلمة المكتوبة ، يأتي عمل ثان ٍ متابع للأول .. أيضاً غايته تحقيق حركة موازية للحركة الأولى .. لا تصيّداً ، إنما استكمالاً لحلقات الدائرة التي يُفترض أن توسم (بالحوارية ) .‏

بقي البرنامج لفترة يستضيف فنانين يحضرون لمدة حلقتين .. وبالتالي لاحظنا ( فرفدة ) من طاقم العمل .. لا سرعة ولا إيقاعاً سريعاً في طرح الأسئلة .. أو سحب الأجوبة سحباً من الفنان .. أي ( يا دوب ) تحصيل كلمة أو كلمتين ومن ثم السلام والختام ..‏

كما في حلقة المخرج علاء الدين كوكش .. إذ تسارع إيقاع شكران .. بدت مستعجلة إن كان في طرحها الأسئلة أو في انتقالها من محور إلى آخر .. خطفت الكلام خطفاً .. بالإضافة إلى مسخ فقرات مثل فقرة ( أسئلة الاحتمالات التي تعرض على المونيتور) .. وأخرى حُذفت كفقرة مداخلات زملاء الوسط ، اُستعيض عنها باتصال مع المخرج جميل ولاية وفقط..‏

في ( حق الاعتراض ) ..‏

مع كوكش تساءل صالح عن مهمة المشرف الفني .. حاول استيضاح طبيعة هذه التسمية .. وما حاجة المخرج لها .. وبهدوء انسحب صالح مختصراً اعتراضه إلى مجرّد رغبة بالتوضيح ..‏

المفاجأة أن السؤال والرد ومداخلات شكران لم تصل جميعها إلى الغاية المنشودة من كل هذه الفقرة في معرفة ماهية هذه التسمية .. تساؤلات مرتجى زادت غموض الموضوع أكثر من كشف إبهامه .. ودون قصدٍ منها لم تسمح للمخرج إكمال فكرته أكثر من مرّة ..بدوره .. كان المعد خجولاً في مكان يُفترض به الإلحاح خصوصاً أن تساؤله كان أكثر من مشروع ، و في مكانه ، وليس فيه أي إحراج أو إزعاج لضيفه ..‏

هكذا ولأن ( الاعتراض – ثقل البرنامج) بدا تحصيل حاصل ، إذاً ما المانع من المضي صوب كشف خصوصيات المخرج عبر فقرة ( كيفك إنت ) منطقة البوح ، كما يصرّ صالح على جعلها ، محققاً نوعاً من الثقل التعويضي ..‏

وعلى ما يبدو فإن تجاوب الضيف مع أجواء يخلقها طاقم العمل في هذه الفقرة لم يكن من طرفه فحسب .. الاسترسال كان من الطرفين .. السائل والمجيب .. وزادت حالة ( الغرقان ) فانساب صالح مع طقوس البوح .. وأعطى نفسه الحق بسؤال كوكش .. ألم تظلم ( تيم ) ابنك ذا السادسة وأنت أبٌ في السابعة والستين من العمر ..‏

تحديداً لدى طرح هذا السؤال يلجأ المعدّ إلى أخص خصوصيات تحقيقاً لتلك الحركة التي ذكرناها بدايةً ..‏

ولكن ..‏

هل يُفترض وهل يجوز تخطّي حدود اللائق كسباً لاحتمال ( المثير ) .. غير المسبوق أو المطروق قبلا ً .. ثم لماذا دائماً وأبداً يأتي حيّز البوح ذاك بطابع ٍ حزين ميلودرامي ينبش السوداوي في حياة الفنان وصولاً إلى دموعه .. وكأننا فقط بهذه الطريقة نصدّق أنه فنان حقيقي .. لِمَ الإصرار على أن كلمة ( فنان ) يجب أن تقترن بالشيء الحزين والمعتم .. أليس من ملامحه أيضاً خلق الفرح ..‏

قبل هذا وذاك ..‏

كان جيداً لو وفّر البرنامج طاقته ، لاسيما قائد العزف ( صالح ) في حالة البوح ، التي تنقلب أحياناً نوعاً من ( الحشرية ) ، ولم يفوّت فرصة تفيد الجانب المهني الفني ، كما حصل في تساؤله عن تسمية المشرف الفني ..‏

ربما أثناء البحث عن الحركة .. وخلالها .. هرباً من الركود .. وتكلّس المفاصل .. يحدث أن يقع المرء في مطبات وحفر لم يلحظها .. بسبب تلك ( الحركة- الأكشن ) التي تشغل كل حواسه حتى النظر ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية