|
|
فضائيات الحوار يمتد ساعة، هي مدة البرنامج الذي تقدمه ريم معروف،خلال هذا الوقت نحن مع نمطين من الأسئلة ،الأول يتيح للضيف -المخرج أن يذهب إلى مختلف الأبعاد التي يريدها،والآخر تلك التي تحاول الغوص في جوانب شخصية للضيف..
هيثم حقي انتقل بين مختلف تجاربه السينمائية ،والدرامية،اللغة البصرية التي يتعامل بها والتي يرى أنها لابد أن توظف في صالح المضمون ،بعيدا عن تلك الاستخدامات الشكلية المجانية ،والتي أثارت في وقت من الأوقات إشكاليات عديدة ... الحوار كان يترك ليسترسل الضيف في مختلف الاتجاهات التي يريدها دون تدخل غالبا من قبل مقدمة البرنامج، التي يبدو أنها اكتفت بأسئلة الإعداد،وما أن تسأل السؤال حتى تنسحب تاركة إياه يمضي بالمشاهد إلى حيث يريد،وإذا كانت تجربة هيثم حقي غنية وكبيرة وبإمكانه أن يسترسل ماشاء ،ولكن ماذا ستفعل في حال كان ضيفها صاحب تجربة ضحلة وأضاع البوصلة ؟،وما فائدة وجود محاورة إذا لم يكن بإمكانها أن تتدخل عندما يتوجب ذلك.. نقاش هيثم حقي كان يتيح لها التدخل في الكثير من المواضع خاصة تلك التي تحدث فيها عن بعض الإشكاليات مع مؤسسة السينما وضرورة فصل المهرجان عن المؤسسة،إذا مر الكلام دون تدخل منها وكأنه يتحدث فكرة لاتثير أي إشكالية،ولم يكن هذا هو الموضوع الوحيد الذي أغفلت التدخل فيه،بل لم تتطرق إلى الفرق بين تجربته كمخرج الهدف من العمل كله في النهاية الربح،وهو تحدث في الكثير من الأماكن عن معطيات السوق وأنه يفهم مفرداته،لم تحاول أن تسأله عن الفرق مثلا بين اللعبة التجارية كمنتج،واللعبة الفنية،وكيف يتقن اللعبتين معا،رغم ما فيهما من تناقض!! في الوقت الذي كانت أسئلة البرنامج مع المخرج هيثم حقي،حيادية ،رأيناها في حلقة المخرج عبد اللطيف عبد الحميد تأخذ أبعادا أخرى حتى أنها بدت في الكثير من الأحيان استفزازية، مثل لماذا يكتب؟ ألم تصبح أفكاره معروفة،أو لماذا هو طفل مؤسسة السينما المدلل...؟ لماذا أفلامه تفوز بجوائز في مهرجان دمشق...؟ ماهو المعيار الذي يحدد الأسئلة بالنسبة لكل ضيف،هذا ما لم نعرفه في البرنامج؟فهيثم حقي هو الآخر مثير للجدل وكان بإمكان معدي البرنامج طرح أسئلة تنتشله من حالة الملل التي وقع فيها رغم مايمتلك هيثم حقي من تجارب غنية،ولانعرف لماذا اعتمد البرنامج على (الكلام) دون أي رؤية بصرية باستثناء تلك التي افتتحت بها الحلقة! |
|
