|
حـــدث و تعــليـق الكل يسترضيها ويمالئها ويرفع درجة العلاقات معها والدعم لها، وهي توغل في الدم الفلسطيني خصوصاً، والدم العربي عموماً. اسرائيل تحاصر الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة وتمنع عنهم الغذاء والدواء، ومقرر الامم المتحدة الخاص بحقوق الانسان في الأراضي المحتلة يطالب بمحاكمة قادتها كمجرمي حرب، بينما الاتحاد الاوروبي لايأبه بكل مايرى ويعاين ويسمع، ويذهب قدماً في تكريم القتلة ورفع التعاون معهم، أمّا نحن العرب.. فننتقد ، وفي الأغلب الأعم نلوذ بالصمت، وغداً قبل أن يجف الحبر نعود إلى السخاء المعتاد في « المبادرات» والاتصالات. العرب يكافئون أميركا وأوروبا، وأميركا وأوروبا تكافئان الكيان الصهيوني. ولان الحال يغزل على هذا المنوال تزداد اسرائيل شراسة وارهاباً وتهويداً واستيطاناً. الدول العربية تبادر بالسلام والعدو الصهيوني يتجه على الصعد كافة إلى مزيد من التطرف، إلى أقصى التطرف، والأدهى أنه يجعل من المفاوضات لاستمرار الاستيطان، ومواصلة الحصار ونهب الأراضي، وبناء المزيد من جدران ومعازل الفصل العنصري، كل ذلك لتظهر للعالم بأن جعجعة المفاوضات يمكنها أن تنتج ولو القليل من التوافقات التسووية .كيف لا وهو الذي يحصل على مايريد ويفعل مايريد في الوقت الذي يريد. إننا مقبلون على تطورات خطيرة، وأبسط الأمور في مواجهتها أن نعرف كيف نحمي منطقتنا ، وكيف نحمي فلسطين. وهنا، تبدو مرة أخرى المسؤولية الفلسطينية التي تتقدم على غيرها من المسؤوليات ... لقد آن الاوان لحوار مفتوح ومنتج وبناء ، وذلك كسباً للوقت وتجنباً لإيقاع الفتنة بين الفلسطينيين أنفسهم فيكونون مرة جديدة الضحية. |
|