|
فضاءات ثقافية ومنذ ذلك انفتح الطريق أمام أجيال أخرى لتواصل تجذير الحداثة على رغم تعثرها في مجالات السياسة والتدبير والتنظيم الاجتماعي والاقتصادي. لذلك لا أعتقد أن الحداثة قد فشلت لأنه ليست حداثة واحدة بل متعددة ومتصارعة بترابط مع أسئلة المرحلة، وعطاءات المبدعين على الرغم من أنها قد تبدو عرجاء نتيجة فشل المشاريع السياسية وانسداد الأفق أمام المجتمعات العربية. بعبارة ثانية تظل الحداثة في مفهومها العميق أداة لتقليب التربة والجهر بالنقد ومقاومة الفكر الأصولي والقيم الماضوية، من هنا لايجوز أن نحكم على مساهمة الخراط وأدونيس وغيرهما بالفشل لأن ممساهمتها في تحرير اللغة والفكر والمخيلة عملت على فتح الطريق أمام جيل حمدي أبو خليل ليتابع بلورة لحظة حداثية تضيف شيئاً إلى ما قدمه الآباء الحداثيون، والمشكلة لا تتمثل في قتل الآباء على هذا النحو المتسرع بل في تعميق الأسئلة وإنصاف جهود من سبقونا على طريق مشترك. الجوائز مهمة في حوار مع الأديب المصري ابراهيم عبد المجيد نشرته مجلة الرافد الإماراتية تحدث فيه عن إصدار أطلس الفولكلور المصري وعن الجوائز الأدبية وقال: يعتبر أطلس الفولكلور المصري مشروعاً كبيراً وطموحاً وللأسف تعطل العمل به عشر سنوات. هذا الأطلس يتطلب جمع مادة تتعلق بأكثر من ثلاثين موضوعاً فولكلورياً، وبالتالي لايمكن أن يظهر إلى النور كاملاً، وعموماً مشروع الأطلس يعد من المشروعات التي لاتنتهي لأن هناك جديداً بشكل يومي في الحياة الشعبية. وعلى أي حال صدر حتى الآن من الأطلس جزء الخبز وجزء الآلات الموسيقية وجار العمل الآن على إصدار الجزء الخاص بالفخار. أما الجوائز في حياة الكاتب فهي مهمة إذا أتت وغير مهمة إذا لم تأت، بمعنى من دون جائزة لن ينقص الأديب شيئاً ومع الجائزة سيحدث بعض الانتعاش أي مبلغ من المال لحل بعض المشاكل وشيء من الانتشار للكاتب. وأنا شخصياً لم أتقدم لجائزة إلا في بداياتي المبكرة جداً. حيث تقدمت إلى نادي القصة عام 1969 وحصلت على الجائزة الأولى ونشرت كاملة بجريدة أخبار اليوم مع مقدمة للأديب الكبير الراحل محمود تيمور وكانت هذه بدايتي في النشر وكان لها فرحة كبيرة جداً لكن بقية الجوائز التي حصلت عليها فيما بعد لم أتقدم لها ولكن كنت أرشح لها من جهات ثقافية. |
|