تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مقلب دوت كوم...سخرية حد التجريح!!

فضائيات
الأربعاء 26-5-2010م
آنا عزيز الخضر

تختلف مضامين برنامج مقلب دوت كوم، تقديم الفنان أشرف عبد الباقي على قناة فنون كونه برنامجاً مفتوحاً على الجمهور بطبيعته إذ يعتمد في مقالبه المتنوعة عليه

حيث تبدأ الحكاية من عند الجمهور عندما يرسل للبرنامج اشكالية غريبة، يتم تحويرها من قبل الأخير بعمليات فنية وحوارية وتمثيلية أحياناً بعد أن يستحضر أبطال المقلب، فمثلاً هناك شاب يخاف من المرض إلى حد الهوس فينسج البرنامج سيناريو تمثيلي بعد أن أخبره صديق له ليتم مداعبة الفكرة بطريقة من الطرق فيؤخذ إلى طبيب مزيف يقوم بمناقشته واستفزازه ، وهكذا إذ يتم التعامل مع تلك الحالة كنوع من العرض فقط دون تحليل أو دراسة أو تقديم الحل لتلك المشكلة أو حتى الاعتماد على اختصاصي يتحدث حول الحالة كدوافع أو كأسباب ودائما تتكرر نفس الآلية مع أي إشكالية يستقبلها البرنامج من جمهوره ، يستقبل البرنامج صاحب المشكلة وعارفها وتطرح أسئلة بسيطة .‏

كيف أحسست بالمقلب وتعاد الأفكار نفسها لنفس المشكلة وهكذا، حتى أنه في بعض الأحيان يتم الإستهزاء بطريقة غير إنسانية من صاحب المشكلة كما حدث مع شاب خريج معهد فنون مسرحية فهو يحب التمثيل ولم يحصل على فرصة فترسل خطيبته للبرنامج تشتكي أنه يمثل معها في كل تصرفاته، فما كان من برنامج مقلب دوت كوم إلا اصطناع مشهد يطلب المخرج المعروف محمد النقلي الشاب شخصياً للتمثيل في عمله الفني الأخير ليكتشف الشاب فيما بعد أن هذه الفرصة مقلباً وعندما يستعيدون المشهد يصل الشاب الى درجة البكاء نتيجة السخرية من مشكلة ويحرجه أشرف عبد الباقي أكثر دون أدنى مدارة لمشاعره ليقول له: هل فوجئت وهل هي أول مرة تراها وهكذا من الأسئلة دون الاحساس بتلك الخيبة التي تعني له الكثير، ورغم أن طبيعة البرنامج يمكنها أن تأتي بحالات غنية لكن عبر المعالجة المختلفة التي تحول مسار البرنامج من مجرد عرض أو مقلب إلى حالة برامجية متميزة تبعده عن إطار تلك الدائرة الضيقة متعمقاً بالحالات عبر التحليل والتقديم لوجهات نظر تحترم المشكلة بدل السخرية منها، ويتخلى هنا البرنامج عن أهم أدواته ويعود أشرف عبد الباقي ليظلم نفسه في تجربته الإعلامية الثانية التي تدور في إطار برامجي يستند على حضور الفنان واستثمار نجوميته لمجرد الحضور فقط!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية