تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«بدون رقابة».. الأفضل إخفاء المستور

فضائيات
الأربعاء 26-5-2010م
حسين صقر

عندما تسمع بعنوان مثير، أو ترى إعلاناً لبرنامج توفرت فيه جميع العوامل الرئيسية للترويج يخيل لك في بداية الأمر أن هذه العنوان تحتضن في ثناياه قضايا مهمة تلامس هموم المواطن العربي في أصقاع الأرض وتتوقف عليها مسيرة حياته،

وأن البرنامج سيكشف لهذا المواطن المستور ويفتح عينيه على أمور كانت غائبة عن ذهنه.‏

وهكذا إلى أن يدفعك فضولك وتجلس أمام التلفاز لمدة تقل أو تزيد عن الساعة وتفاجأ أن العناوين والاعلانات للإثارة فقط ولجذب المشاهد لإضاعة وقته في حوارات لا تقدم ولا تؤخر.‏

آخر ما شاهدته من هذه البرامج ذات النسخة المكربنة بدون رقابة الذي يعرض على شاشة الـ LBC لمقدمته وفاء الكيلاني التي تنقل أسئلتها من حلقة لأخرى بنفس الطريقة مع بعض التغيير الطفيف عندما يختلف الضيوف عن بعضهم بالمهنة أو العمل الذي يزاولونه.‏

فمشاهدتي للبرنامج إذاً لم تكن وليدة الصدفة إنما بسبب الإعلان عن البرنامج المذكور، ونحن نعرف التأثير الذي يتركه الترويج الإعلامي على الهدف والمستهدف معاً بدءاً من السلع انتهاء بالأشخاص على مختلف مستوياتهم وكيف يصنع هذا الترويج النجوم إذا أراد ويهبط فيهم إلى سابع أرض وذلك من خلال التكرار.‏

المهم أربع حلقات أو أقل هي ما رأيته من البرنامج المذكور كانت آخرها ضيفته الفنانة ميريام فارس التي أصرت على أنها فنانة من الطراز الرفيع ولم يسبقها أحد من بنات جيلها وبشهادة معظم نجوم الفن بالطبع حسب زعمها وأنه قدمت لها عروض كثيرة وخيرت خلالها لانتقاء المخرج والمنتج والسيناريست والممثلين وو..الخ كما أصرت على عدم قبولها أي نقد من الآخرين وردت أن هذه الآراء لا تهمها كثيراً فهي على ثقة عالية بالنفس حتى عندما وصل الأمر بالمذيعة ومن خلال اسئلتها الاستفزازية المتكررة وواجهتها بأن الكثيرين قالوا: إن فيلم سيلينا لم يحقق الغاية المطلوبة منه عندها أكدت بالحرف أن الفيلم لم يكن «فيلم شباك تذاكر» علماً أن ذلك هو ما يسعى إليه المنتجون ومع كامل تقديرنا لجميع الفنانين الذين شاركوا بالفيلم والجهود التي قدموها إلا أن الفنانة فارس رأت أنها حققت الكثير في هذا الفيلم لشخصها وحكمت علىنفسها بالنجاح وكررت ذلك عدة مرات.‏

ما دام الأمر كذلك وآراء الآخرين لا تهم لمن نكشف المستور بدون رقابة وهل أصبحت ظاهرة الخلافات بين النجوم وتبادل الاتهامات بينهم هي المادة الدسمة للتناول وغدت شغل الناس الشاغل فيما المستغرب القضايا المطروحة كأن يتم السؤال من يغني أو يرقص أفضل ومن يلغي من ،ومن أكبر سناً فنياً وزمنياً وماذا حقق هذا الفنان أو تلك الفنانة خلال الفترة القصيرة من مسيرته الفنية وأسئلة ما أنزل الله بها من سلطان إضافة إلى المشكلات التي يعانون منها مع زملاء العمل ومن تأخذ الأجر الأعلى و«التسعيرة» وإلى ماذا يخضع هذا الأمر أو ذاك؟‏

للأسف تتعدد البرامج وزاد عدد الفضائيات عما كنا نحلم به بكثير ومازال بعضها يراوح في المكان نفسه مستسهلاً ومستخفاً بأذواق الجمهور وهمومه ومعاناته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية