|
ذكريات في الفن لقد كان مكتوباً بروح ظريفة، وبنكات غير لفظية، بل بنكتة موقف جميل، وقد سمعت وقت بث هذا المسلسل من يقول إنه منقول من نص مصري، ومن النقاد من قال إنه منقول بنصه المصري عن نص أجنبي، لكنني لم اتمكن من معرفة النص الاجنبي أو النص المصري المنقول عنه، الى أن شاهدت منذ مدة ليست بالقصيرة، فيلماً مصرياً من تمثيل حسن يوسف ونجلاء فتحي، عنوانه (أفراح) ينطوي على الفكرة نفسها التي قام عليها مسلسل (صح النوم). الفيلم يتحدث عن سيدة مسنة تموت تاركة كنزاً من الأحجار الكريمة، لكن المستفيد من هذا الإرث لا يستطيع ايجاد الكنز فيبيع الاثاث إلى تاجر يبيعه الى زبون وعندما يكتشف المستفيد من هذا الارث سر الأحجار الكريمة، وكيف أن السيدة المتوفاة خبأتها في احدى قطع الاثاث، يسعى الى استرداد الاثاث ممن اشتراه وعلى هذا يدور فيلم (أفراح) الذي أخرجه أحمد بدر خان بقالب كوميدي. يقدم مسلسل (صح النوم) على الفكرة نفسها، بتفاصيل كوميدية مختلفة لكن السياق يظل نفسه، فالكنز موجود في الاثاث الذي يباع، ومحاولة استرداده تظل هي نفسها بمشاهد كوميدية ظريفة. إنني لا أجزم بأن النقل قد تم فلعله خواطر، وهب أن النقل قد تم لكن النسخة المصرية تظل في قلب المناخ المصري في حين تظل النسخة السورية في المناخ السوري في تفاصيل محلية، والأهم في كوميديا خاصة بالسوريين. إن توارد الأفكار والخواطر ودائماً في الفن والأدب، ولا يجوز أن نتهم الكاتب المحلي اذا كتب قصة ضمنها قصة مماثلة، كتبت في مناخ آخر وبلد ثان، يجب ألا نكون ملكيين أكثر من الملك، لأن التفاصيل الخاصة بالمناخ الذي ظهر فيه المسلسل، محلياً، هو غيره في بلد آخر. هذا رأيي وقد رأيت مسلسل (صح النوم) وفيلم (أفراح) فالأهم في الكوميديا هو التفاصيل والنكتة والمشاهدون المحليون. |
|