تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«تقاطع خطر».. قرية تبحث عن مخرج لعزلتها

فنون
الأربعاء 26-5-2010م
نجلاء دنورة

شارف المخرج «الليث حجو» على الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة للعمليات الفنية لعمله «تقاطع خطر»

تأليف رافي وهبي وانتاج شركة سامة ويتناول العمل واقع الريف السوري مسلطا الضوء على بعض المشكلات التي تواجه ابناء هذه البيئة في زمن يشهد تطورا اقتصاديا متسارعا وملحوظا الأمر الذي سيؤدي الى تحولات هامة وعلى كافة المستويات الاجتماعية والثقافية..‏

ويقول المخرج حجو : ان العمل يتحدث عن الريف المهمل الذي يحتاج الى لفت الانتباه ليستثمر بطريقة صحيحة، وبالتالي يقدم خدمات جيدة للبلد على مستوى السياحة والمجتمع ويضعنا العمل امام رجل اعمال ضل طريقه فدخل عن غير قصد الى ضيعة ما .. اي ضيعة.. على الطريق الذي كان يفترض به ان يوصله الى المكان الذي قرر ان يستثمر جزءاً من ثروته فيه وذلك عبر بناء منتجع سياحي مما يدفع اهالي الضيعة-بعد ان يعرفوا هدفه من الزيارة لمحاولة اقناعه بأن يستثمر امواله ببناء فندقه في ضيعتهم. وبقدر ما تبدو هذه الفكرة بعيدة وغير واقعية بالنسبة للمستثمر بقدر ما يتمسك اهالي الضيعة بها على اعتبار انها الفرصة الوحيدة السانحة لكي يخرجوا من عزلتهم لينتج عن هذا التجاذب صراع بين وجهتي نظر تعبران الى حد ما عن حقيقة ما يجري اليوم في كثير من الارياف التي توقفت منذ زمن عن لعب دورها الاقتصادي التقليدي كداعم للاقتصاد الوطني في مجال الزراعة والانتاج الحيواني والبحث عن مكامن لها على خارطة الاستثمار السياحي وبين رأس المال المعروف بجبنه ليتحول بعد ذلك الصراع الذي بدأ مستترا بين اهالي الضيعة والمستثمر من صراع اقتصادي الى صراع اجتماعي وثقافي.‏

ويبرر اختيار المخرج لعمل مكون من خمس حلقات بأن الفكرة موجودة بالاساس بغض النظر عن عدد الحلقات وهذه الفكرة لا تحتمل ثلاثين حلقة ولا يمكن ضغطها لتكون حلقة واحدة ،فالفكرة تحتاج الى هذا الكم من المشاهد والحوارات بعيدا عن الشرط التسويقي والشرط الانتاجي، وتم تنفيذها مع شركة مغامرةعندها القدرة على اتخاذ قرار ذاتي بعيدا عن شروط المحطات ونتمنى ان نجد المجال لتسويق العمل، والهدف من تقديم هذه الاعداد المختلفة من الحلقات هو الخروج من الشرط الرمضاني الذي حصر اعمالنا بعدد الحلقات حتى اصبح الهدف الوحيد هو العدد بغض النظر عن المضمون والفكرة والمعالجة، فالشرط الاساسي عدد الحلقات وبناء عليه يكتمل العمل، مع انه قديما كانت توجد الثلاثيات والخماسيات والسباعيات والسهرات التلفزيونية، عندما لم يكن الشرط التسويقي قد فرض نفسه على النوع الانتاجي او الشكل الفني اما اليوم للأسف فالشرط التسويقي هو المسيطر على باقي الشروط.‏

واتمنى ان تكون هذه المغامرة فرصة لتجريب انواع مختلفة، وبالنسبة لي لم أبدأ بالتنويع بهذه الخماسية انما من مسلسل اهل الغرام الذي يتألف من حلقات منفصلة وعرض اسبوعي، وكذلك الامر في ضيعة ضايعة.‏

وفيما يخص اختيار «حجو» للبيئة الريفية فهو يعتقد ان الطبيعة احيانا تكون شريكاً فعالاً بالعمل وتقدم اقتراحات على المستوى البصري والعلاقات الاجتماعية، ونتيجة تأثير الريف على «ضيعة ضايعة» بشكل ايجابي كان الدافع لتكرار التجربة بهذه الخماسية، والفكرة بالأساس مكتوبة عن الريف أي لم تستكتب فجاءت منسجمة مع المشروع الذي يبحث عنه المخرج من حيث المكان الجديد والملفت للانتباه، وسورية تتميز بأماكن كثيرة بحاجة للانتشار بإمكانها تقديم شيء على المستوى البصري.‏

وحول وجود جرأة في العمل فقد أكد «حجو» انه يميل الى موضوع الجرأة دون الدخول بالمحظورات، والجرأة ليست فقط بهذا الجانب انما تكون على مستوى النص والطرح من جوانب مختلفة «سياسية، اجتماعية..» وكل المحظورات وهمية وغير حقيقية وتقاطع خطر يشبه جميع النصوص السابقة التي قدمها في «أهل الغرام، الانتظار.. » على اعتبار ان الجرأة موجودة في هذه الاعمال فهي موجودة في تقاطع خطر بنفس المستوى وليست لمجرد التجاوز انما لحاجة النص لهذه المشاهد.‏

ويجسد الفنان أيمن زيدان شخصية المستثمر المتوجه نحو منطقة معينة لاقامة مشروعه الاستثماري السياحي إلا انه يضل الطريق فيضطر للدخول الى القرية الهادئة التي تتميز العلاقات بين اهلها بالبساطة لكن مع دخول المستثمر الى القرية ما تلبث ان تكشف هذه العلاقات عن حقائق مرعبة ليبدأ الصراع.‏

اما الفنان عمر حجو فيؤدي دور احد الفلاحين في القرية والذي يملك ارضا كبيرة، يعرض عليه المستثمر ان يقيم مشروعه على ارضه واراضي جميع الفلاحين فيقابل المستثمر بالموافقة من قبلهم لاحساسهم ان ذلك سيكون مشروعا هاما لقريتهم.‏

في حين يؤدي الفنان احمد الأحمد شخصية شاب من القرية يضطر لترك خطيبته كنوع من التضحية من اجل مصلحة قريته في اتمام المشروع الاستثماري الذي سيسهم في تطويرها .‏

ويشارك في العمل نجلاء الخمري، شكران مرتجى، نضال سيجري، قاسم ملحو، جرجس جبارة، رنا جمول، نادرة عمران، حسين عباس واخرون.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية