|
لبنان ليسأل: «ماذا يعني كل ذاك «العشق» للكراهية، وحيث الآخر ينبغي أن يقتلع أو يتوارى أو يضمحل». هنا صناعة الضحايا هي صناعة القبور. إذاً، لسنا أمام دولة تلتزم حتى بالمعايير الكلاسيكية للعلاقات بين الدول، وأيضاً العلاقات بين البشر، وهذا هو الأهم. يقول لنا: «إنه الغيتو أيها السادة» مستغرباً «هذه العودة السيزيفية إلى... الخطة الأصلية». يتخلى المفكر وعالم اللسانيات الأميركي (اليهودي) الشهير عن هدوئه السحري، لهنيهة فقط، ليتلفظ بهذه العبارة «هؤلاء العراة...». أجل لأنهم يعتبرون أنفسهم وحدهم في (وفوق) هذا العالم. الآخرون في رحيل أبدي إلى اللامكان كما إلى اللازمان، ليقول إن هذا «لا يعكس الفظاظة الفلسفية فحسب، وإنما التردي الميثولوجي حيث في الداخل البشري لا ترى سوى تلك الوحول القديمة التي يعاد تسويقها بين الحين والآخر، وبتواطؤ عجيب، ورهيب، مع أولئك الذين يعتقدون، وهم قد يكونون كذلك فعلاً، إنهم يمسكون بالكرة الأرضية من أذنيها». التواطؤ لمصلحة من؟ يرى أن العمى السياسي الذي يحكم القادة في «إسرائيل» يفضي، حتماً، إلى الخراب. حتى إن المستوطنات ليست سوى الدليل الآخر على تلك الغطرسة التي هي الوجه الآخر للعدمية العقائدية. لا يصدق تشومسكي إن الولايات المتحدة التي تتولى إدارة الحياة والموت في هذه الدنيا، والتي قطعت الطريق- وبتلك الخيلاء- بين هيروشيما وسطح القمر (والآن على تخوم المريخ...) لا تستطيع أن توقف تلك التراجيديا، ليشير إلى أن هناك في واشنطن من يرى أن أزمة الشرق الأوسط- أكثر من ضرورة لبقاء المصالح بمنأى عن خطط الزلازل.. في نظره، إن الإدارات المتعاقبة ثابرت على تصنيع الهزات الاصطناعية للحيلولة دون الزلزال الكبير الآتي، رغم كل شيء، الذي يغير كل شيء رغم.. كل شيء! لحظة مع العقل المضيء - المضاء دائماً- تضيء المشهد... |
|