|
رصد وتحليل - الثورة
بدأ يبحث عن بقعة اخرى لينقل اليها مشاريعه التخريبية الاستعمارية فوجد في ليبيا التي يدعم الميليشيا المسلحة فيها فرصة ليصطاد في بركة الارهاب فيها غايات اطماعه الدنيئة ، فخطط اردوغان وغاياته القذرة لم تعد خافية على احد وان حاول الايحاء الكاذب بأن ارسال قواته الغازية ومرتزقته بناء على طلب الميليشيات الاخوانية التي يدعمها، ولم يعد ينطلي على احد خبث ما يسعى اليه ، الامر الذي كشفته الكثير من الدول مبدية انتقادها لأفعاله العدوانية و استنكارها لما يسعى للقيام به من خلال تأجيج الاوضاع في ليبيا . وبالتوازي مع المساعي المشبوهة لحزب العدالة والتنمية برئاسة اردوغان للحصول على اجماع من قبل البرلمان التركي من خلال تقديمه بالامس مقترحا للحصول على تفويض لإرسال قوات غازية ومرتزقة إلى ليبيا في خطوة استعمارية جديدة لشرعنة عدوانه الموصوف على الاراضي الليبية وارسال المزيد من قواته الغازية والمرتزقة تحت ذريعة طلب التدخل من قبل ميليشيات الوفاق الليبية ، تتوالى الادانات الدولية لهذه الخطوة التركية الاستعمارية وترتفع معها الاصوات التركية من قبل المعارضة التركية الرافضة لهذا الاجراء من النظام التركي الوصولي الذي سينشر المزيد من العنف والارهاب والفوضى على الارض الليبية والتي سيدفع ثمنها الشعب الليبي الذي يعاني اليوم من ارتهان ميليشيات الوفاق للقرار التركي والتي تحاول اليوم تمرير الاجندات التركية من خلال الطلب من النظام التركي التدخل في الشأن الليبي . فعلى صعيد الادانات الدولية لهذه الخطوة التي يسعى لتمريرها النظام التركي خدمة لاجنداته الاستعمارية أكد الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي، في اتصال هاتفي، على أن مذكرة التفاهم بين تركيا ووميليشيات الوفاق تعارض القانون الدولي، مشيرين الى أخطار التصعيد العسكري في ليبيا، داعين الفاعلين الدوليين والليبيين إلى أكبر قدر من ضبط النفس. كما قال قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن بلاده تتابع بقلق شديد التقارير عن خطط تركيا العسكرية في ليبيا، حيث تعتزم أنقرة إرسال قوات لمساندة «الوفاق «وميليشيات متحالفة معها، ضد الجيش الوطني الليبي. وتأتي تصريحات المسؤول الألماني في الوقت الذي يحاول فيه النظام التركي الحصول على موافقة من البرلمان التركي ، لإرسال قوات غازية إلى ليبيا، وهي خطوة تثير انتقادات ليبية ودولية، وترفضها المعارضة التركية. كما رفضت ايطاليا على لسان وزير خارجيتها التدخلات الخارجية في ليبيا، كذلك حذر مرصد الإفتاء في مصر من نقل تركيا ارهابيين إلى ليبيا لدعم قوات ميليشيا الوفاق في طرابلس. وفيما يخص فكرة فرض حظر جوي على ليبيا التي طرحها، قبل أيام، رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف هذه الفكرة، مشيرا إلى أن هذا المقترح يعيد إلى الأذهان تدخل الناتو في ليبيا في العام 2011. وفي ختام محادثات أجراها في موسكو مع نظير الإيراني، محمد جواد ظريف قال لافروف: ان فكرة فرض حظر جوي فوق ليبيا تعيد إلى الأذهان أمورا سيئة جدا، إذ شرع الناتو في قصف ليبيا بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي القرار المماثل تماما، أي قرار فرض حظر جوي فوق ليبيا. والصلاحية الوحيدة التي صادق عليها مجلس الأمن هي صلاحية ضمان تطبيق نظام الحظر الجوي، التي منحها للدول المعنية بالأمر. وأضاف أن دول الناتو استغلت هذا القرار، في العام 2011، لبدء قصف ليبيا، ما أظهر عجز هذه الدول عن أن تكون شركاء مسؤولين، وأضاف: أما النتيجة فتعلمونها، لذا فإن المقترحات التي تقتضي بفرض حظر جوي تعيد إلى أذهاننا أشياء غير مرضية، ولا أظن أن بإمكاننا أن نثق مجددا بأن جميع شركائنا من حلف الناتو سيلتزمون بمثل هذه الاتفاقات بصورة دقيقة. لذلك يبدو لي أنه سيكون من الأفضل أن تؤثر جميع الجهات الفاعلة الدولية، بدون استثناء، على الطرفين الليبيين باتجاه واحد، لحملهما على وقف فوري للأعمال القتالية وإعلان وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق الحوار فيما بينهما. وتابع: أعتقد أن وقف الأعمال القتالية يعد شرطا رئيسا لبدء حوار سياسي في ليبيا، مع العلم أن وقفها يجب أن يتم، بدون طرح أي مطالب مسبقة. وختم لافروف بالقول إن الشعب الليبي وحده كفيل بالتوصل إلى اتفاق حول سبل تجاوز الأزمة التي أوقعه فيها عدوان حلف شمال الأطلسي . الادانات الدولية للحماقة التركية جاءت مع اعلان رئيس حزب الشعب الجمهوري وزعيم المعارضة، كمال كليجدار أوغلو، رفضه إرسال قوات تركية إلى ليبيا، موضحا أن نواب حزبه سيقفون ضد تمرير مذكرة إرسال قوات تركية إلى ليبيا. وأفاد موقع صحيفة «زمان التركية» بأن كليجدار أوغلو وجه انتقادات لحكومة أردوغان، وقال: هذه السياسات الخارجية ستجلب لتركيا الضرر وليس النفع.. وأوضح أيضا أنه يعارض أن تقوم القوات التركية بأي مهام على الأراضي الليبية، مشيرا إلى أن نواب حزبه في البرلمان سيصوتون بـ»لا» داخل البرلمان على مذكرة إرسال قوات تركية إلى ليبيا. وانتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري السياسات الخارجية التركية القائمة على إرضاء جماعة الإخوان المسلمين الارهابية ، حيث صرح: إذا كنتم ستقومون بتعليق عمل وزارة الخارجية، وستديرون السياسات بعدد قليل من الأشخاص في القصر من جماعة الإخوان المسلمين، فإن هذا سيكون مستقبلكم». بدوره قال أونال جاويك أوز، نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، عقب اجتماع عقد في مقر الحزب بين وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو وزعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو، إن خطوة إرسال قوات تركية إلى ليبيا ستؤدي إلى تفاقم الصراع في البلاد وتسبب بانتشاره في كل أرجاء المنطقة. وأعرب جاويك أوز عن اعتقاده أن تركيا يجب أن تعطي الأولوية للدبلوماسية، بدلا من أن تكون طرفا في حرب بالوكالة. ، مشيراً الى ان ما يجري الإعداد له، سيؤدي إلى تدهور الوضع الحالي. وأضاف ان إرسال قوات إلى هناك في هذه الحالة سيزيد من آثار النزاعات في المنطقة ويسبب انتشارها.. إننا ننظر إلى مشروع القانون بشكل سلبي». هذا ويرى المراقبون والمتابعون للشأن الليبي أن الوضع بات أكثر تعقيدا وازداد تفاقما، في ظل إصرار أردوغان على تقديم دعم عسكري لما تسمى حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. كما يرى المتابعون أن التدخل العسكري التركي المباشر في ليبيا من خلال المشاركة بقوات ومرتزقة ، هو خطوة بمثابة المغامرة، متسائلين عن مدى إدراك أردوغان للعواقب السياسية والعسكرية، التي قد تطال بلاده. ويعزو الخبراء تجنب الدول الدخول بشكل مباشر بالأزمة افي ليبيا لصعوبة الوضع وتعقيداته من جميع النواحي، واحتمال الوقوع في مستنقع قد يؤدي إلى خسائر جسيمة في حال فشل المغامرة. |
|