|
حدث وتعليق مقابل الكثير من الهزائم لحقت بأعدائها من منظومة العدوان، وكشف العام المنصرم المزيد من الخبايا التي عرّت الكثير من الأنظمة والحكومات، سواء أكانت أجنبية تدّعي الحرية والديمقراطية، أم إقليمية حاقدة أماطت اللثام عن حقيقية غرائزها الاستعمارية كنظام المجرم أردوغان، لينتهي ذاك العام بتكريس حقيقة مطلقة، تمثلت بأن إرادة السوريين وصمودهم كانت الأقوى من كل التحديات والمؤامرات. خلال العام المنصرم، وكما في سنوات الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية، أثبت الجيش العربي السوري قدرة استثنائية بمواجهة الإرهاب وداعميه، وتمكّن من دحر الإرهابيين عن الكثير من المناطق التي كانوا يحتلونها، وتضحياته الجسام التي يقدمها في ساحات الميدان دفاعاً عن الوطن ترفع منسوب التفاؤل أكثر وأكثر بقرب إنجاز النصر النهائي على الإرهاب، عبر تحرير إدلب وما تبقى من ريف حلب، وصولاً إلى دحر القوات الأميركية المحتلة، وقوات أردوغان الغازية ومرتزقتها الإرهابيين من منطقة الجزيرة السورية، تمهيداً لإعادة المهجرين بفعل الإرهاب إلى قراهم ومدنهم، وقطع الطريق على اللص أردوغان ومشغليه الأميركيين الساعين إلى إحداث تغييرات ديموغرافية تكرس أجنداتهم وأطماعهم الاستعمارية. انتصارات الجيش لم تغير المعادلات الميدانية وحسب، وإنما كان لصداها الأثر الأكبر في جعل الغرب الاستعماري يبدأ بإعادة مقارباته، بعدما باتت شعوبه تدرك حجم التضليل الإعلامي الكبير الذي مارسته حكوماتها بحقها، لتشويه حقيقة الأحداث في سورية، فأدركت تلك الشعوب مدى تورّط ذاك الغرب بسفك دماء السوريين، وهذا ما كشفه أكثر من وفد أوروبي زار سورية خلال العام المنصرم، حتى المنظمات الدولية الرازحة تحت الهيمنة الأميركية، بدأ الإعلام الغربي نفسه يكشف انخراطها المباشر في الحرب الإرهابية على سورية، من خلال فبركة وتزييف الحقائق، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مثال على ذلك. وإذا كان العام المنصرم سجّل في ذاكرته الكثير من الانتصارات، فإن سورية تستقبل العام الجديد اليوم، وهي أكثر إصراراً وعزيمة على تحرير كل شبر أرض لا يزال يئن تحت نير الإرهاب وداعميه، بالتوازي مع تصميمها على مواصلة تسهيلها أي مبادرة للحل السياسي تصبّ في مصلحة السوريين، بعيداً عن أي تدخلات خارجية، وأي عميل في الداخل والخارج يسعى لتشكيل غطاء سياسي للإرهاب، ويستجدي التدخل الخارجي ويحتمي به، فلن يكون جزءاً من أي حل سياسي، لأن العملية السياسية هي ملك للسوريين وحدهم. |
|