|
مجتمع إلا أن هذا الموضوع ما زال غامضاً بعمق معناه وتفاصيله عند البعض سواء من الطرفين ذكوراً وإناثاً, ومع ذلك تحاول جمعية تنظيم الأسرة بالتنسيق والتعاون مع جميع الجهات العامة والخاصة أن تبني جسور التعاون والثقة مع كامل الأطراف نظراً لأبعاده الإيجابية والسلبية على السواء. وحالياً وبهدف نشر مفاهيم الصحة الإنجابية بشكل واضح وعقلاني من خلال نظرة الدين والقانون والصحة فإن هذه الجمعية وبالتعاون مع لجنة المرأة العاملة السورية قد نظمت برنامج عمل تثقيفي توعوي على مستوى التجمعات العمالية في دمشق من خلال لجنة المرأة باتحاد عمال دمشق, حيث كانت البداية مع ممثلات المرأة في مكاتب النقابات ومن ثم الشركات والمؤسسات العامة. فما رأي الدين بهذا الجانب الاجتماعي و الصحي?.. الدكتور رياض الخرقي من وزارة الأوقاف وأستاذ بمعهد الفتح الإسلامي أكد على أن أمور الصحة الإنجابية مهمة جداً. وهي تأخذ حيزاً كبيراً في التوجيه والإرشاد وتولى عناية خاصة من قبل العلماء والأطباء على السواء لإيجاد النقاط المشتركة... حيث يعرف صندوق السكان الصحة الإنجابية بأنها حالة رفاه كامل بدنياً وعقلياً واجتماعياً. وقال الدكتور الخرقي: صحيح أن الصحة الإنجابية تتصل مباشرة بالصحة ولكنها لا تعني فقط الجانب الفيزيولوجي, وإنما تتفرع عنها أمور تربوية ونفسية مؤكداً أن الشريعة هي مظلة للناس وسبيل هداية لهم مستشهداً بقول الرسوم الكريم (أنتم أعلم بأمور دنياكم) والأمر هنا برأيه يتعلق بتصحيح المسار وتقويم الوجهة لأن بعض الدراسات تكون قاصرة ولا تلم بالموضوع بشكل كاف وكما يستحق. وفي رده على بعض التساؤلات أوضح الخرقي أن رجل الدين لا يتدخل في اختصاصات الآخرين, كعمل الطبيب على سبيل المثال مشدداً على أن الذكر و الأنثى هما البناء الذي يتكون منه المجتمع وبالتالي فالمسؤولية تبدأ من الفرد والعائلة مروراً بأنظمة التخطيط عبر الوزارات والمؤسسات لتكون قادرة على الإشراف والرعاية, داعياً لعدم الوقوف كثيراً عند الألفاظ وإنما التأمل بعمق المضامين, لافتاً إلى أن حق الرجل والمرأة بشكل عام يختلف عن حق الزوج والزوجة إذا أردنا الغوص بمفهوم الصحة الإنجابية. وقال إن احترام الخصوصية أمر لا تنازل عنه وكما نحترم الآخر فعليه هو أن يحترمنا.. والأهم من كل هذا وذاك هو وجوب مراعاة فهم الناس كي نصل جميعاً إلى النتائج المطلوبة مع المحافظة على الثروة السكانية وفق ما تستدعيه الحاجة الوطنية للبلاد لأن هجرة عقل واحد هو خسارة لنا جميعاً. الأسرة...الأساس ومع التداخل والتكامل الواضح من حيث المبدأ بين الدين والقانون فقد أشارت المحامية لويزا عيسى إلى أهمية النقاش في هذا الإطار فهو فرصة جادة للحوار على مستوى القواعد الشعبية في التجمعات ومواقع العمل المختلفة لأن الأساس هو الاهتمام بالأسرة كونها وفق الدستور السوري هي الخلية الأولى الأساسية في المجتمع وكلما كانت خطوات الرعاية والاهتمام بالأسرة سليمة كانت النتائج مرضية. وحول المشكلات التي يعانيها المجتمع بشكل عام عزت عيسى الأسباب بشكل عام إلى وجود خلل تربوي قبل الزواج بعد تأكيد أن الأديان السماوية واضحة وصريحة من حيث الاهتمام بالرجل والمرأة والطفل, وأن القانون يكفل الحقوق الإيجابية للأفراد والمجتمعات.. وبالتالي فالعيوب المجتمعية هي من فعلنا نحن البشر. وأضافت المحامية عيسى بالقول: هل فكر الزوجان أو لديهما علم كاف بأن للطفل حقوقاً كثيرة قبل الحمل وأثناءه وبعد الولادة في تربيته صحياً ونفسياً ومجتمعياً? وهل نرجح العقل والمنطق بمدى قدرتنا على رعاية ما نريد من أفراد الأسرة بما يسمح وينسجم مع طبيعة حياتنا المادية والمعنوية لهذا الأمر?.. معتبرة هنا أن العقل هو من يزين هذه النظرة المستقبلية بعيداً عن العاطفة, وتساءلت عيسى.. من منا لا يعتز بالأسرة المربية والواعية ومن منا لا يأسف وينزعج لوجود الشوارع ملأى بالأطفال والأولاد المشردين? أين هم الأهل.. وأين دورهم الاجتماعي? تفهم الواقع في حين أشارت الدكتورة أمل واضوح (من عيادة الحلبوني) إلى ضرورة أن تتفهم المرأة جيدا كل ما يجري من حولها وخاصة ما يتعلق بالثقافة الصحية, حيث تفتقر النساء بشكل عام إلى أدنى درجات الوعي بهذا الجانب ما ينعكس سلباً على الحالة النفسية والجسدية, داعية الأمهات والنساء العاملات إلى عدم الخجل من سؤال المشورة في كل ما يتعلق بالثقافة العامة حول هذا الجانب, إضافة إلى الاهتمام بالغذاء لأن الطفل برأيها أناني جداً يأخذ حاجته من أمه على أكمل وجه وبالتالي فإنها تتعرض لفقر الكلس وهشاشة العظام وغيره, متمنية اعتماد طريقة التباعد بين الحمول للتمكن من تربية الطفل وتأمين البيئة المناسبة لذلك. واستعرضت السيدة رائدة الجراح مسؤولة خدمات الصحة الإنجابية بتنظم الأسرة برامج الجمعية والخطوات والمواد التي تقدمها وفق ما تحتاجه الشرائح المجتمعية من النساء. الزواج المبكر.. بداية الأزمة أما السيدة إنعام المصري عضو المكتب التنفيذي باتحاد عمال دمشق أمينة شؤون الثقافة والإعلام, فقد أشارت لأهمية موضوع الصحة الإنجابية نظراً لتفاقم الآفات الاجتماعية التي تبدأ بالزواج المبكر للفتاة ومدى أخطاره على صحة المرأة والطفل وتعدد الأولاد والتي غالباً ما تترافق مع شظف العيش الذي يفرز متسولين ومتشردين نتيجة غياب الوعي المطلوب بقيمة الإنسان لنفسه أولاً لأن الإنسان بحد ذاته غاية والحفاظ على نفسه وتنظيم حياته وسيلة. وأكدت المصري أهمية التشاركية بين الزوجين كوسيلة أخرى للحفاظ على القيم الإنسانية. وعن دور اتحاد عمال دمشق في هذه الأنشطة أوضحت أن الهدف هو رفع سوية الوعي بصحة الأسرة ومن ضمنها صحة المرأة العاملة والطفل من خلال تشبيك العلاقات مع المنظمات الرائدة وخاصة تنظيم الأسرة التي تقدم الرعاية الوقائية والمعالجات المختلفة, وهذه النشاطات متواصلة الآن في كافة التجمعات العمالية حيث أفرزت المناقشات والحوارات اقتراحات مهمة لدعم القيادات النسائية العمالية بالوسائل الفنية وتأهيل الكادر الطبي. إضاءات --تسعى الأوساط الصحية والطبية وكل المعنيين بهذا الإطار حالياً إلى استبدال مفهوم سن اليأس بسن العطاء واعتماده بشكل حقيقي كون المرأة في هذه المرحلة تكون حقيقة في أعلى مستوى صحي كما قالت الدكتورة واضوح: --الإسلام والمسيحية أصرا على الزواج الكفؤ دعماً وصحة وموافقة والنضج الجنسي هو نضج جميع الأجهزة في الجسم, وليس واحداً دون آخر. --نسبة الأمية بين النساء ما زالت تمثل ضعفي أمية الرجال والسبب ربما برأي البعض هو أن الفتيات الصغيرات يدرسن في أوساط معينة إلى الصف السادس فقط ليخرجن بعده إلى عش الزوجية. |
|