تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحب ضروري وليس كافياً

مجتمع
الأربعاء 9/4/2008
محمد عكروش

نسعى شبابا ونساء على اختيار شريك مناسب في هذه الحياة وللوهلة الأولى تظهر متطلبات النجاح واضحة وليست عرضة للف والدوران الا انه أحيانا الخيار الصحيح نادرا ما يتحقق هذه الأيام, فإيجاد الشريك يتطلب ألوانا من المهارة والطاقة والحظ الجيد وحتى يأتي خيارنا مصيبا..

ضئيلة جداً‏

السيدة شذى ضميري عن تجربتها تقول: حينما تجد المرأة أن هناك انماطا سلوكية محددة ومهمة بالنسبة إليها عليها أن تبحث عن شريك تتمثل فيه أساسا هذه الانماط أو الصفات مع تجنب محاولتها الفاشلة لإعادة صياغة هذا الشريك بما يتلاءم مع رغباتها أما إذا وجدت ان الصغات التي تبحث عنها مفقودة أو أن بعضها متوفر والبعض الآخر مفقود لد ى إنسان أعجبت به فعليها أن تحاول تشجيع نمو الصفات المفقودة لدى هذا الشخص قبل الزواج وليس بعده, ذلك لأن فرص النجاح في محاولات التغيير بعد الزواج تبدو ضئيلة جدا.‏

بعد فوات الأوان‏

بينما يقول خالد عثمان متأهل منذ شهور: إذا كان من المفروض الامتناع عن الزواج من شخص لانحبه وجب علينا عدم اقتران الزواج من أجل الحب وحينما يقرر أحدنا الزواج, فإنه يركز قراره عادة على قوة الحب التي يشعر بها تجاه الآخر لكن يجدر بنا التنبه إلى الفرق بين الحب والافتنان الهيامي ولسوء الحظ أن الكثيرين لايدركون هذا الفرق دائما إلا بعد فوات الآوان فالحب كما قيل عنه هو الشعور بأن ثمة انسانا آخر مهما بالنسبة إلينا مقدار أهميتنا نحن لأنفسنا حينها يكون بالتالي أساسيا وضروريا لبنا ء زواج جيد مع ذلك ترد زوجته هند:( إلى جانب وجود الحب تبقى هناك فواتير يجب أن تدفع وأعمال عائلية ومنزلية يجب أن تنجز وتحديات يومية أخرى يجب أن تواجه وحينما يكون الشريكان متنافرين في طرق معالجتهما لتفاصيل الحياة فذلك قد يحول حياتهما اليومية إلى عراك. ومن هنا يمكن القول إذا كانت أهدافهما وقيمهما مختلفة جدا يصبح من العصي عليهما إقامة علاقة زواج مديدة إذاً الحب ضروري ولكن ليس كافيا أبدا لضمان زواج سعيد.‏

قدر من الإثارة والأهمية‏

ويعتقد الكثيرون أن الأضداد يتجاذبون بعضهم نحو بعض هذا ما قالته نوار العراباني موظفة مما يجعل الناس يميلون إلى البحث عن شركاء مختلفين عنهم ومهما قيل نبقى أكثر ارتياحا مع أشخاص يشبهوننا, وأكثر ما نشقى مع أولئك المختلفين عنا, بالرغم من أهمية التشابه بيننا وبين الشريك, فإن معظمنا يبحث عن أكثر من مجرد نسخة مطابقة, ولكن من الجنس الآخر, فالتشابه المفرط يمكن أن يكون مضجرا ومملا إننا حقا بحاجة إلى شخص يشاركنا قيمنا المهمة, ولكن على أن يكون أيضاً مختلفا عنا بما يكفي لتوسيع آفاقنا ولجعل حياتنا على قدر من الإثارة والأهمية لهذا أرى أن التشابه يجعل الحياة أسهل ولكن الفروقات تجعلها أكثر إثارة, علينا اختيار شريك يشبهنا لناحية الخطوط العريضة ولكنه يختلف عنا من حيث التفاصيل..‏

ومن أجل تناغم لشراكة جيدة بين الشريكين غير قابلة للتنازع والانهدام الاختصاصية النفسية نسرين تميم تقول:‏

يشاركنا ما نحب ومانكره‏

الحياة ترينا أن الأشخاص الذين يحملون إلى شراكة الزواج قيما متنافرة إنما يبنون شراكتهم على ألغام من التنازع الكامن والقابل للانفجار في أي لحظة ويلاحظ أنه حينما ينشأ تعارض في الرأي بين شريكين سواء أكان تعارضا جوهريا أم هامشيا يحاول كل منهما تغيير موقف الآخر, وفي حال لم ينجح في ذلك فإنه يشعر بالأسى والحنق على شريكه, فكل منا يريد من الآخر أن يشاركه معتقداته وآراءه, وفي حال رأى أن هذه المعتقدات غير مقبولة لدى ذلك الشريك يشعر حينها بأنه مرفوض شخصيا وهذا لا ينفي بالطبع أن المحاولات قد تكون مثيرة للاهتمام لفترة ما, ولكن الإنسان سرعان ما يشعر بالملل والضجر إذا وجد نفسه في موقع الدفاع المستمر عن قيمه.‏

وبالتالي تستطرد لتقول: حينما نتشارك مع الآخر في نفس القيم يمكننا أن نكون أكثر عفوية معه وأكثر ثقة بأنه سيشاركنا نفس ما نحب ونكره ويبعد عنا المناقشة لمبادئنا كلما أردنا اتخاذ قرار مشترك, وبالتالي يحصل توافق يساعدنا على الشعور بأننا مقدرون عالياً من قبل الشريك.‏

وهذا القبول أو التقدير هو أحد جذور العلاقة الجيدة والمعمرة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية