تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مبارك ..جاءك ولد

مجتمع
الأربعاء 9/4/2008
نيرمين خليفة

عاداتنا الشرقية دفعت أهلنا إلى التمييز بين الصبي والبنت, كون الفتاة الأضعف بيولوجياً, والأكثر تأثراً نفسياً وعاطفياً من الولد, كما أن موضوع الشرف والنسب,

والحفاظ على العرض ولّد عندهم استعداداً عفوياً لاحاطة الفتاة بأشكال من المحرمات من مبدأ الخوف عليها في حين يتركون الولد يتصرف بحرية لأنه رجل العائلة وحامل اسمها.‏

تطور الزمن, والمفترض أن المجتمع تطور معه, وتطورت الأفكار والرؤى ولكن هناك من بقي من الأهل من يميز في التربية بين الصبي والبنت, حتى إن البعض ممن التقيناهم يجاهرون بهذا التمييز والأكثرية يعتبرونه عادياً وآخرون يرفضون نهائياً حكاية التمييز هذه.‏

والأهم من هذا وذاك أن كثيراً من الشبان الذين التقيتهم لم يستغربوا أن يربيهم أهلهم بشكل مختلف عن شقيقاتهم ويميزونهم فيجاهر - أحمد - باعتزاز بأنه يتمتع مثل أي شاب بكامل حقوقه.‏

ويقول: لا يمانع أهلي أن أخرج وأعود على راحتي على عكس شقيقتي.‏

ولا يخفي - أنس ,ز - الوضع الذي يميزه ويقول:‏

أوافق تماماً على هذا التمييز وأصر على أن أطبقه مع أولادي في المستقبل, أي أنني سأربي ابني بشكل مغاير عن ابنتي, لأننا لسنا غربيين لنعيش المساواة بحسب تقاليدهم وانفتاحهم الذي لا يتماشى مع مجتمعنا وتربيتنا.‏

ويكاد يكون استسلام أكثرية الفتيات لحكم التمييز في التربية بأن خلقهن الله هكذا, مميزات عن الرجال, لهم وظائفهم ولهن وظائفهن والتمييز يبدأ منذ الولادة بعبارة التهنئة إذا كان المولود ذكراً (مبروك جالك ولد) ولا تريد - دانية ,ص- أن تبدو كامرأة مسلوبة الإرادة أو القرار فهي ترى أنها عنصر فاعل ومنتج في المجتمع بقولها: مادمت أدرك أهمية مسؤوليتي كإمرأة فهي دلالة على أنني لا أعتبر الرجل أهم مني.‏

أما - لين- فلا تؤمن بالمساواة بين الجنسين وتنطقها بصراحة وتقول: ( لا أقبل أن يعاملني أحد باعتباري متشبهة بالرجل, أحب أنوثتي وأتمسك بها فهي تمدني بالقوة والدافع إلى الوصول إلى هدف اثبات الذات.‏

مايلفت الانتباه إلى أن كثيراً من الآباء التقوا عند نقطة واحدة وهي حين يكبر الأولاد في المستقبل لن يسمح للبنات بما يسمح به للأولاد حفاظاً على العادات والتقاليد مع تحميل الولد مسؤولية الحرية التي اعطيت له.‏

فإذا كان تأييد مبدأ التمييز عند الكثيرين للحفاظ على العادات والتقاليد فهذا لا يعني أنه يجيز للرجل حق الهيمنة على مميزات هذا التمييز.‏

فنحب الولد لأنه يحمل اسم العائلة واستمراريتها, لكننا نقع في خطأ اطلاق يده في شتى الأمور إلى حد الوقوع في الخطأ, وعلى الرغم من ذلك لا نردعه أو نحاسبه وهذا غير منصف في حقه أو في حق الفتاة التي تشاركه في المجتمع.‏

فمن العيب في رأي السيدة وزيرة - استاذة في كلية الصيدلة أن يحلل الأهل لأبنائهم ما يحرمونه على بناتهم لأن هذا هو التخلف بعينه والأهل بهذه الحرية المطلقة التي يدللون ذكورهم بها يضللونهم ويعمون بصيرتهم عن التركيز في الاختيار بين الخطأ والصواب, وليس بعيداً أن يصلوا بهم إلى الانحراف السلوكي الخطير, فتطبيق مبدأ المساواة بين الولد والبنت هو امر يعزز من شخصية البنت ويعلمها كيف تحرص على الحرية التي أعطيت لها.‏

وإذا كان هناك من تمييز بين الجنسين عندما يبلغون سن المراهقة فذلك لأن مسؤولية الولد غير مسؤولية البنت لا من الناحية الفكرية أو العقلية أو النضج إنما من الناحية البيولوجية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية