تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اتفاق طهران النووي يرمي الكرة في الملعب الغربي

أضواء
الخميس 20-5-2010م
ناصر منذر

في خطوة قد تغير مسار الجدل الحاصل حول الملف النووي الإيراني ، ومن المفترض أن تكبح جماح المراهنين على فرض عقوبات جديدة ضد طهران ،

وقعت إيران والبرازيل وتركيا قبل يومين اتفاقا لتبادل اليورانيوم الضعيف التخصيب بوقود نووي عالي التخصيب على الأراضي التركية ، وسط إصرار أميركي على عرقلة الجهود الرامية لحل الأزمة دبلوماسيا ، حيث كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن مجموعة الخمس زائد واحد توصلت لاتفاق حول مشروع عقوبات قاسية ضد طهران .‏

وفي حين أعرب الرئيس أحمدي نجاد عن أمله في أن توافق الدول الكبرى على التفاوض بنزاهة واحترام وعدالة مع بلاده حول ملفها النووي ، وصف الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا الاتفاق بأنه انتصار للدبلوماسية ويثبت امكانية التوصل إلى توافق من خلال الحوار . إلا أن هذا الاتفاق لم يثن الولايات المتحدة وحلفائها عن عزمها مواصلة الضغط على إيران رغم ترحيب البيت الأبيض الحذر الذي قال ان الاتفاق خطوة إيجابية لتسوية الأزمة النووية الإيرانية ، ولكن سرعان ما تغير الحال وكشفت وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون خلال جلسة استماع عقدها الكونغرس أن الدول المعنية بالبرنامج النووي الإيراني قد تمكنت من التوصل إلى اتفاق حول مسودة عقوبات جديدة وصفتها بأنها قاسية ضد طهران .‏

ورأت كلينتون أن الاتفاق الذي جرى في طهران لن يتوقف الجهود الأميركية لفرض عقوبات على طهران ، وشرحت موقفها بالقول : ( نقر بالجهد الصادق الذي تبذله تركيا والبرازيل لإيجاد حل للأزمة النووية الإيرانية ، لكن المجموعة السداسية تواصل العمل لتشديد معاقبة إيران لأن ذلك يبعث برسالة لا يمكن إساءة تفسيرها حول الأمور التي تتوقع من إيران القيام بها على حد تعبيرها .وكانت تركيا قد حذرت من المضي قدما في فرض عقوبات إضافية على إيران بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن مبادلة اليورانيوم .وقال وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو إن بلاده ستنسحب من الاتفاق في حال فرض عقوبات على إيران ، معتبرا أن هذا الاتفاق يمثل أهم خطوة على طريق الحل السلمي لأزمة البرنامج النووي الإيراني . كما طالب مستشار الرئاسة البرازيلية بأن تنضم بلاده وتركيا إلى مفاوضات مجموعة الخمس زائد واحد بشأن البرنامج النووي الإيراني .‏

وبدت اسرائيل أكثر المنزعجين من الاتفاق، واعتبر مسؤول كبير في حكومة نتنياهو أن إيران تلاعبت بتركيا والبرازيل ، مشيرا إلى أن الخطوة الإيرانية ستؤدي إلى تعقيد الأمور على الدول الكبرى الساعية إلى كبح جماح البرنامج النووي الإيراني ، في حين أجرى نتنياهو محادثات مع أبرز وزرائه لتحضير رد الكيان الإسرائيلي على الاتفاق .‏

أما في موسكو فقد رحب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بالاتفاق وقال انه يجب الترحيب بما حققته البرازيل وتركيا داعيا إلى إجراء مشاورات نووية مع جميع الأطراف المعنيين بما فيهم إيران للرد على كل الأسئلة العالقة ، معتبرا الاتفاق أمر جيد .كما رحبت الصين على لسان وزير خارجيتها يانغ جيتشي بالاتفاق ودعت إلى تواصل المحادثات والحوار بشأن الملف النووي الإيراني .‏

كما وصفت منظمة الأمم المتحدة الاتفاق بالمشجع معتبرة أنه من المهم إجراء مناقشات حول الملف الإيراني وتطبيق القرارات الدولية .‏

أما الخارجية البريطانية فقالت في بيان لها ان إيران لاتزال تشكل «مصدر قلق كبير» فيما أكدت ألمانيا على لسان مساعد المتحدث باسم حكومتها أن ما من اتفاق يمكن ان يكون بديلا عن اتفاق توقعه طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية