تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


.. والعربــدة الإسرائيليــة تطـــال نعـــوم تشومســــكي

أضواء
الخميس 20-5-2010م
طالت العربدة الاسرائيلية هذا الاسبوع المفكر الأميركي المعروف نعوم تشومسكي والذي منعته سلطات الاحتلال من دخول الضفة الغربية المحتلة وأجبرته على العودة الى الاردن حيث كان حضر لإلقاء محاضرات في جامعة بيرزيت ولقاء مجموعة من الأدباء والأكاديميين الفلسطينيين في مدينة رام الله.

واعتبر تشومسكي في تصريحات له بالاردن أن الهدف من الخطوة الاسرائيلية ايصال رسالة بأن اسرائيل هي فقط من تملك الحق في اتخاذ القرار بشأن من يحاضر في الجامعات الفلسطينية ومن يزور الأراضي الفلسطينية . وقال تشومسكي ان اسرائيل باتت محكومة من المتدينين وقوى اليمين وإن سياساتها في السنة الأخيرة تشير إلى أنها «فقدت عقلها» .ورأى تشومسكي، ان العقلية الإسرائيلية الحالية تؤكد أن مصير إسرائيل يسير نحو ذات المصير الذي سار إليه نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.‏

وأوضح أن اسئلة المحققين الاسرائيليين معه على معبر الكرامة كانت تأتيهم من وزارة الداخلية الاسرائيلية حيث ابلغوه وركزوا في التحقيق على انهم يعارضون آراءه وافكاره تجاه اسرائيل وسياساتها وانهم لا يفضلون زيارته جامعة بير زيت والاراضي الفلسطينية دون أن يزور الجامعات الاسرائيلية.‏

وقد وصل تشومسكي ظهر الأحد الماضي إلى معبر الكرامة بين الأردن والضفة الغربية لكن ضباط أمن إسرائيليين أجروا تحقيقا معه، وبعد ساعات من الانتظار أخبره موظف إسرائيلي على الجسر بأنه لن يسمح له بدخول الضفة الغربية، وأن إسرائيل سترسل رسالة إلى السفارة الأميركية في تل أبيب تشرح فيها أسباب المنع.‏

وقد نددت المبادرة الوطنية الفلسطينية -التي كانت وجهت الدعوة للمفكر الأميركي- بالإجراء الإسرائيلي، وقالت إن قرار المنع جاء من أعلى مستوى في إسرائيل ومن وزارة الداخلية تحديدا نظرا لآرائه ومواقفه المناهضة للاحتلال.‏

وذكر الأمين العام للمبادرة مصطفى البرغوثي أنه كان من المقرر أن يقوم مع تشومسكي بجولة في مختلف الأراضي الفلسطينية للاطلاع على حقيقة ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات ضد الشعب الفلسطيني وخاصة بشأن الاستيطان وجدار الفصل العنصري وزيارة الخليل ونعلين وبلعين معتبرا قرار إسرائيل نموذجا لنتائج الحملات المغرضة ضده من قبل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.‏

وفي الجانب الاسرائيلي ، اعتبر الأستاذ الجامعي بروفيسور موشيه معوز القرار «عملا أخرق يكشف عن حالة التطرف القومي التي تلازم إسرائيل اليوم شعبا وحكومة».‏

وقال ان القرار متزمت وكارثي ويمثل خطوة غبية تسيء لإسرائيل المعزولة دوليا، والتي تعاني أصلا من تدهور خطير في صورتها ومكانتها، معتبرا ان قرار المنع سيؤدي إلى المزيد من الانكشاف على أفكار تشومسكي.‏

وزار تشومسكي إسرائيل عام 1997 وقدم محاضرات في منابر إسرائيلية وفلسطينية، وكان من المقرر أن يزور قطاع غزة وقتها لكنه عدل عن الزيارة بعد ربطها بمرافقة أمنية فلسطينية.‏

ونعوم تشومسكي مفكر وكاتب يهودي أميركي عرف بانتقاداته للسياستين الاميركية والاسرائيلية، وله العديد من الكتب على هذا الصعيد ، كان آخرها كتاب «الحرب على غزة ونهاية إسرائيل» الذي صدر في نيسان الماضي عن دار الحصاد ترجمه ناصر ونوس. ويقول مترجم الكتاب في المقدمة ان أحد الاستنتاجات التي يصل اليها تشومسكي في كتابه هو أن إسرائيل تعمل دوماً على تقويض الجهود التي توصل إلى أي تسوية، مشيراً إلى أن تنبؤ تشومسكي بنهاية إسرائيل هو ما دفعه إلى عنونة الكتاب ب «الحرب على غزة ونهاية إسرائيل».‏

وفي كتابه «أوهام الشرق الأوسط» يتعرض تشومسكي تاريخيا وتحليليا لتغيرات شهدتها المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي حتى الوقت الراهن وينتقد فيه المعايير المزدوجة لواشنطن.‏

ويصف الكاتب التزام بلاده بحقوق الإنسان بأنه كاذب، «فللحكومات العربية حقوق فقط عندما تسيطر على الشعوب وتضمن تدفق الثروة إلى الغرب، ولبريطانيا حقوق ما دامت تلعب دور الكلب التابع الوفي للولايات المتحدة» مؤكدا أن هدف الولايات المتحدة وبريطانيا يتمثل أساسا في الاحتفاظ بالسيطرة على المناطق المنتجة للنفط وليس الدفاع عنها.‏

وكتب تشومسكي البروفيسور الشرفي في معهد التكنولوجيا بجامعة ماساتشوس مقالا في صحيفة ليبراسيون قال فيه إن عبارة «الحرب العادلة» تشهد انبعاثا حقيقيا ليس بين الخبراء وحسب بل بين السياسيين كذلك.‏

ويرى تشومسكي أن تذرع الولايات المتحدة بـ»الحرب العادلة» والحرب ضد الإرهاب، إنما تعفي نفسها من المبادئ الأساسية التي بنت عليها النظام العالمي الجديد الذي كانت أول من صممه ونفذه.وأكد أن أميركا هي التي خرجت على ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر تحت المادة 51 على أي دولة استخدام القوة أو التهديد باستخدامها إلا بموافقة مجلس الأمن أو في حالة الدفاع المشروع عن النفس, في انتظار تدخل المجلس.لكن أميركا أقرت قانونا يسمح لها باستخدام القوة لتسديد «ضربات استباقية», وهذا ببساطة هو «العدوان المحض».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية