|
ميدل إيست أون لاين ففي كانون الاول من العام الفائت ، حاصرت الشرطة الإسرائيلية المركز الثقافي الفرنسي في القدس لوجود بعض الفلسطينيين المطلوب التحقيق معهم . وفي حزيران الماضي ، أقدمت قوة عسكرية على إخراج مدير المركز الثقافي الفرنسي في نابلس من سيارته عنوة وطرحته أرضاً وانهالت عليه ضرباً . وخلال الحملة العسكرية ضد قطاع غزة ،تعرض منزل أحد الدبلوماسيين الفرنسيين وهو مادجي تشاكورا للسرقة (مصاغ ذهبي ونقود ) . كما خضعت الدبلوماسية الفرنسية كاثرين هايفر في القدس الى الاعتقال لمدة 17 ساعة في ظروف صعبة عند حاجز تفتيش في قطاع غزة في حزيران 2008. أما بنيامين نتنياهو فلم يف بوعوده لصديقه نيكولا ساركوزي بالسماح بإعادة بناء مشفى القدس في قطاع غزة، وذلك بعد أن حظرت اسرائيل إدخال مواد البناء الى داخل غزة بذرائع أمنية . ربما تتخوف الحكومة الإسرائيلية من أن البناء الجديد سيتم تدميره مرة اخرى في عدوانها المقبل على القطاع ! . والواقع أن عشرات المشاريع والبنى التحتية التي مولت جزئيا من قبل الاتحاد الاوروبي لا تزال حطاماً. وقد أدان الاتحاد الاوروبي تدمير تلك المشاريع واعلن أنه سيطالب اسرائيل بدفع التعويض ولكنه ما زال ينتظر . لم يصدر عن وزارة الخارجية الفرنسية أي رد فعل رسمي ازاء التصرفات الاسرائيلية بحق دبلوماسييها . فضلاً عن ذلك ،تجرأ جهاز الموساد على استخدام جوازات سفر فرنسية في عمليته القذرة في دبي.وخلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الى اسرائيل في تشرين الثاني 2009 لم ينطق ببنت شفة حيال منع اسرائيل دخول مواد البناء الى قطاع غزة من اجل إعادة بناء مشفى القدس الذي طالما وعدت به الدولة الفرنسية ، كما أنه لم يعترض على منع اسرائيل للطلبة الفلسطينيين من العودة الى فرنسا لإكمال تعليمهم وظل صامتاً حيال الصعوبات التي تواجه الفرنسيين العاملين في المنظمات غير الحكومية وفي المناطق الفلسطينية بسبب قانون التأشيرات الجديد في اسرائيل . وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن الذي واجه الحظر نفسه في اذار 2010,كانت لديه الشجاعة على زيارة القطاع والدخول من الاراضي المصرية . يجب على الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي العمل من أجل زيادة الضغط على اسرائيل لإنهاء الحظر المفروض على القطاع وفتح المعابر ليتمكن اهالي القطاع من العيش بشكل طبيعي . وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر قالها مرة في السبعينيات: «اذا اتفقت مع اسرائيل بنسبة 95% واختلفت معها بنسبة 5 % فأنت عرضة للاتهام بمعاداة السامية ». وهناك تهم عديدة بحق الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي بدلاً من ان يغير السياسة الاميركية غير من طريقة الحديث فقط . والازمة التي نشبت عند زيارة نائب الرئيس جو بايدن الى اسرائيل في اذار الماضي والصفعة التي تلقاها بعد إعلان اسرائيل بناء 1600 وحدة سكنية في القدس، تدل على الطريقة التي تتعامل بها اسرائيل حتى مع شريكتها الولايات المتحدة الاميركية. لقد بعث مجموعة من ضباط القيادة المركزية الاميركية المعنيين بالسياسة العسكرية الاميركية في الشرق الأوسط برسالة عاجلة الى البنتاغون في كانون الثاني الماضي قالوا فيها :إن سياسة الولايات المتحدة ازاء اسرائيل تضعف الموقف الاميركي في المنطقة وخاصة مع حلفائها العرب المعتدلين . وذكرت الصحافة الاميركية :إن بايدن قال لنتنياهو ان سياسته مع الفلسطينيين تعرض حياة الجنود الاميركيين في العراق وافغانستان للخطر، فضلاً على انها تغذي فكرة الجهاديين. من الواضح ان اوباما لم يتأثر لا بإهانة نائبه بايدن في اسرائيل ولا بموقف البنتاغون .حتى إن اعادة المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لن يكون لها أي تأثير جوهري. وكما قالها روبرت ستالوف مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق القريب وهو مؤيد للوبي اليهودي: « لا يزال ضروريا ان تقوم الادارة الاميركية بإيجاد شيء من الدبلوماسية بين اسرائيل والفلسطينيين ليس لأن المراقبين يتوقعون انفراجاً قريباً في العلاقات، وانما لان الدبلوماسية تغلق الطريق أمام النقاد لإحداث شقاق بين الولايات المتحدة واسرائيل، فضلا عن مساعدة ادارة اوباما على تأمين حشد دولي ضد ايران». انها اللعبة القديمة نفسها .. الاعداد لاستئناف عملية السلام من جهة، والتحضير لشن حرب ضد ايران من جهة اخرى، وهي اللعبة التي طالما استخدمها القادة الاسرائيليون منذ عقود وما تغير اليوم فقط الاعداء .. العراق سابقاً واليوم ايران. لا شك أن لدى اوباما رغبة في الوصول الى حل اكثر مما لدى الحكومة الاسرائيلية، ولكن لديه اولويات كثيرة، وينبغي على الاتحاد الاوروبي أن يتقدم للمساعدة والاشتراك في الوصول الى هذا الحل . في حزيران 1980 تبنى الاتحاد الاوروبي اعلان البندقية الذي تمت المصادقة عليه من خلال الجهود الفرنسية .ويدعو الاعلان الى الاعتراف بالحقوق الشرعية للفلسطينيين ويؤيد رفض اوروبا للنشاطات الاستيطانية، ويدعو لإشراك منظمة التحرير الفلسطينية في العملية السلمية.ولكن هذا الاعلان تم رفضه مباشرة من الولايات المتحدة الاميركية والحكومة الاسرائيلية . وفي عام 1993 اعترفت اسرائيل بالمنظمة . أي ان اوروبا هي التي مهدت الطريق لذلك وهذا يسجل لها ولفرنسا التي كان عندها الشجاعة الكافية لاتباع سياسة خارجية واعية ومستقلة . |
|