تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عودة ميتشل!!

البقعة الساخنة
الخميس 20-5-2010م
أحمد حمادة

لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لأي تقدم في مسار المفاوضات غير المباشرة بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية، ولعل الجديد الوحيد هو العودة السريعة لمبعوث السلام الأميركي جورج ميتشل الى الأراضي العربية المحتلة ومحاولاته اليائسة ثني حكومة نتنياهو العنصرية عن قراراتها الاستيطانية والتهويدية،

أو ربما ممارسة المزيد من الضغوط على الفلسطينيين للقبول بالشروط الاسرائيلية.‏

ولن يكتب النجاح على ما يبدو لتحركات ميتشل وجولاته المكوكية لسبب جوهري يتلخص بغياب مفردات السلام نهائيا من الخطاب الاسرائيلي وتصدر لغة الحرب على ألسنة جميع مسؤولي الكيان العنصري وتهديداتهم بالعدوان مرة ضد لبنان وغزة، ومرة ضد سورية ورفضهم لأي خطوة نحو السلام واستمرارهم في ممارسة القتل والارهاب والتوسع والعدوان.‏‏‏

وبمعنى آخر فإن جولة ميتشل الحالية لا تنفصل عن سابقاتها لجهة نتائجها التي راوحت في المكان ذاته دون أي تقدم يذكر على طريق السلام من ناحية، أو محاباة الكيان الاسرائيلي وشد أزره من ناحية أخرى.‏‏‏

ومن هنا فإن العودة الى الرؤية التركية التي أطلقها مؤخرا الرئيس عبد الله غل والتي تقول إن جهود المبعوث الأميركي وحدها لا تكفي لتحقيق تقدم في عملية السلام ،قد تكون هذه الرؤية هي المخرج الوحيد من خلال تفعيل دور مبعوث السلام وجهود «الرباعية الدولية» وانضمام أطراف دولية واقليمية فاعلة الى هذه الجهود مثل تركيا التي أثبتت قدرتها على نزع فتيل العديد من الأزمات في المنطقة والقوقاز بسبب ثقلها ووزنها وعلاقاتها المتوازنة مع الجميع.‏‏‏

وبغير هذا فإن جولات ميتشل لن تتعدى حدود دبلوماسية المصافحات والتقاط الصور التذكارية مع أطراف الصراع وكأن الأمور قد حلت وربيع السلام عمَّ المنطقة وستبقى سياسات الاحتلال هي السائدة؟.‏‏‏

ahmad hamad67@yahoo.com‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية