|
صفحة ساخرة يروي ابن حيان كيف كان الناصر يقسم لياليه بين جواريه ما عدا «القرشية» زوجته الحرة، فكان يستريح إليها معظم لياليه. وكانت بين الجواري واحدة جليقية - من شمال غرب إسبانيا - ذات حسن فائق، ذهبت إلى القرشية وقالت: أتبيعينني ليلتك هذه بألف دينار قالتها في أسلوب هازل كأنها تداعب صاحبتها، وحسبت القرشية أن الأمر دعابة، فوافقت وقبضت المال وتنازلت عن ليلتها «وذهبت الجليقية الماكرة إلى مخدعها وازينت أحسن ما تكون زينة النساء» وانتظرت حتى فرغ الناصر من أعماله وصلى العشاء، وأخذ طريقه قاصداً جناح القرشية، فبينما هو كذلك لقيته الجليقية وقصت عليه أمر الاتفاق وأنه ضيفها الليلة، وغضب الناصر غضباً شديداً لكنه كظم غظيه، ثم بعث إلى القرشية فاستجلاها الخبر فقصت عليه الأمر على أنه دعابة نساء، فصمت قليلاً ثم قال إنها باعته بألف دينار. وأقسم ألا يزورها أبداً مع أن هذه القرشية كانت أم أولاده الكبار. |
|